عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

ويُلحَق بالجِناس شيئان أحدهما أن يَجْمَعَ اللفظَيْنِ الاشتِقاقُ نحو: ﴿ فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ [الروم:٤٣], والثاني أن يَجمَعَهما المُشابَهةُ وهي ما يُشبِهُ الاشتِقاقَ نحو: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ ﴾ [الشعراء:١٦٨], ومنه ردّ العَجُز على الصدْر وهو في النَثْر أن يُجعَلَ أحدُ اللفظَينِ المكرَّرَينِ أو المُتجانِسَينِ أو المُلحَقَينِ بهما في أوّل الفِقْرة والآخَرُ في آخِرها نحو: ﴿ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ﴾ [الأحزاب:٣٧], ونحو: ½سَائِلُ اللَئِيْمِ يَرْجِعُ وَدَمْعُهُ سَائِلٌ¼, ونحو: ﴿ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ﴾ [نوح:١٠], ونحو: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ ﴾ [الشعراء:١٦٨], وفي النَظْم أن يكون أحدهما في آخِر البيت والآخَر في صدر المصراع الأوّل أو حَشْوِه أو

 (ويُلحَق بالجِناس) في تحسين الكلام (شيئان أحدهما أن يَجْمَعَ اللفظَيْنِ الاشتِقاقُ) الصغيرُ, بأن يتوافق اللفظان في الحروف الأصلية مع الاتّفاق في أصل المعنى (نحو) قوله تعالى: (﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ) أي: المعتدل, فـ½أَقِمْ¼ و½القَيِّم¼ مشتقّان من القيام (والثاني) أي: وثانيهما (أن يَجمَعَهما) أي: يَجمَعَ اللفظَينِ (المُشابَهةُ وهي) أي: المشابَهة الجامِعة للفظين (ما) أي: اتّفاقٌ في اللفظين (يُشبِهُ) ذلك الاتّفاقُ (الاشتِقاقَ) بأن يكون اللفظان متّفقين في كلّ الحروف أو جلّها لكن لا يرجعان إلى أصل واحد (نحو) قوله تعالى: (﴿قَالَ) أي: لوط عليه السلام ( إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ) أي: الباغضين, فـ½قَالَ¼ من القول و½قالين¼ من القلى (ومنه) أي: ومن البديع اللفظيّ (ردّ العَجُز على الصدْر وهو في النَثْر أن يُجعَلَ أحدُ اللفظَينِ المكرَّرَينِ) أي: المتّفقين في اللفظ والمعنى (أو) أحد اللفظين (المُتجانِسَينِ) أي: المتّفقين في اللفظ فقط (أو) أحد اللفظين (المُلحَقَينِ بهما) أي: بالمتجانسين وهما اللذان يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق (في أوّل الفِقْرة و) يُجعَلَ اللفظ (الآخَرُ) من اللفظين (في آخِرها) أي: آخِر الفقرة (نحو) قوله تعالى: (﴿وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ) مثال المكرّرين (ونحو ½سَائِلُ اللَئِيْمِ يَرْجِعُ وَدَمْعُهُ سَائِلٌ¼) مثال المتجانسين؛ إذ الأوّل من السؤال والثاني من السيلان (ونحو) قوله تعالى: (﴿ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا) مثال الملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق لأنّ كليهما مشتقّان من المغفرة (ونحو) قوله تعالى: (﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ) مثال الملحقين بهما من جهة شبه الاشتقاق (وفي النَظْم) عطف على قوله ½في النَثْر¼ أي: وهو في النظْم (أن يكون أحدهما) أي: أحد اللفظين المكرّرين أو المتجانسين أو الملحقين بهما (في آخِر البيت و) اللفظ (الآخَر) من اللفظين (في صدر المصراع الأوّل أو) في (حَشْوِه) أي: وسطه (أو) في


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229