عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وأن يُجتنَب في المديح ما يُتطيَّرُ به كقوله: ½مَوْعِدُ أَحْبَابِكَ بِالْفُرْقَةِ غَدُ¼, وأحسنُه ما ناسَبَ المقصودَ ويُسمَّى براعةَ الاستِهلال كقوله في التهنئة: ½بُشْرَى فَقَدْ أَنْجَزَ الإِقْبَالُ مَا وَعَدَا¼, وقوله في المرثِيَة: هِيَ الدُنْيَا تَقُوْلُ بِمِلْءِ فِيْهَا * حَذَارِ حَذَارِ مِنْ بَطْشِيْ وَفَتْكِيْ, وثانيها التخلّص ممّا شُبِّب الكلام به من نسيبٍ أو غيرِه إلى المقصود مع رعاية الملائَمة بينهما كقوله: يَقُوْلُ فِيْ قُوْمَس قَوْمِيْ وَقَدْ أَخَذَتْ * مِنَّا السُرَى وَخُطَا الْمَهْرِيَّةِ الْقُوْدِ * أَمَطْلَعَ الشَمْسِ تَبْغِيْ أَنْ تَؤُمَّ بِنَا *

(و) ينبغي (أن يُجتنَب في) ابتداء (المديح ما يُتطيَّرُ به) أي: كلامٌ يُتشاءَمُ به, وهو نائب الفاعل لـ½يُجتنَب¼ (كقوله) أي: قول ابن مقاتل الضرير (½مَوْعِدُ أَحْبَابِكَ بِالْفُرْقَةِ غَدُ¼) الفُرْقَةُ اسم موضع إلاّ أنه يُوهِم معنى آخر يتطيّر به (وأحسنُه) أي: أحسنُ الابتداء (ما) أي: ابتداءٌ (ناسَبَ المقصودَ ويُسمَّى) الابتداءُ المناسِبُ للمقصود (براعةَ الاستِهلال كقوله) أي: قول أبي محمّد الخازن (في التهنئة) بولادة بنت ابن عبّاد (½بُشْرَى فَقَدْ أَنْجَزَ الإِقْبَالُ مَا وَعَدَا¼) ففيه إيماء إلى التهنئة التي هي المقصود من القصيدة (و) كـ(قوله) أي: قول أبي فرج الساويّ (في المرثِيَة) أي: في مرثية فخر الدولة وهو ملك من ملوك العرب, والمرثية بتخفيف الياء القصيدة التي يذكر فيها محاسن الميّت (هِيَ) الضمير للقصّة (الدُنْيَا تَقُوْلُ بِمِلْءِ فِيْهَا *) المِلءُ ما يملأ الشيءَ, أي: تقول جَهْرةً بلا إخفاءٍ (حَذَارِ حَذَارِ) أي: احذر احذر (مِنْ بَطْشِيْ وَفَتْكِيْ) أي: مِنْ أخْذي الشديدِ وقتلي فجأةً, ففيه من الإيماء إلى المقصود ما لا يخفى, وكذا قول المتنبّي في مرثية أمّ سيف الدولة: نَعُدُّ الْمَشْرَفِيَّةَ وَالْعَوَالِيَ * وَتَقْتُلُنَا الْمُنُوْنُ بِلاَ قِتَالِ (وثانيها) أي: وثاني المواضع الثلاثة (التخلّص) أي: الخروج (ممّا شُبِّب) أي: افتتِح (الكلام به من نسيبٍ) بيان لـ½مَا¼, والنسيب ذكر الجمال (أو) من (غيرِه) كالتشبيب والمدح والأدب والافتخار والشكاية وغير ذلك (إلى المقصود) متعلِّق بالتخلّص (مع رعاية الملائَمة) أي: المناسَبة (بينهما) أي: بين ما شبّب الكلام به وبين المقصود (كقوله) أي: قول أبي تمّام في مدح عبد الله بن طاهر (يَقُوْلُ فِيْ قُوْمَس) قُوْمَس محلّ بين بسطام إلى سمنان (قَوْمِيْ) فاعلُ ½يَقُوْلُ¼ (وَقَدْ أَخَذَتْ * مِنَّا) أي: أَثَرَتْ فينا ونَقَصَتْ من قُوّتِنا (السُرَى) أي: السيرُ بالليل, فاعلُ ½أَخَذَتْ¼ والجملة حال من ½قَوْمِيْ¼ (وَخُطَا) الإبلِ (الْمَهْرِيَّةِ الْقُوْدِ *) معطوف على ½السُرَى¼, والخُطَا جمع خُطوة, والْمَهْرِيَّة نسبة إلى قبيلة مَهْرَة من اليمن إبِلُهم أنجَبُ الإبل, والقُوْد الإبلُ الطويلةُ الظُهورِ والأَعْناقِ جمع أَقْوَد (أَمَطْلَعَ الشَمْسِ تَبْغِيْ أَنْ تَؤُمَّ بِنَا *) الجملة في محلّ نصبٍ مفعولُ ½يَقُوْلُ¼, أي: لمّا طال السير قالوا أتطلب أنتَ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229