عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

بتأوّل، وله ملابِسات شتّى يلابس الفاعلَ والمفعولَ به والمصدرَ والزمانَ والمكانَ والسببَ، فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به إذا كان مبنيًّا له حقيقةٌ كما مرّ, وإلى غيرهما للملابسة مجاز كقولهم: ½عيشة راضية¼ و½سيل مُفعَم¼ و½شِعْرٌ شاعِرٌ¼ و½نهاره صائم¼ و½نهر جار¼ و½بنى الأمير المدينة¼، وقولنا: ½بتأوّل¼ يُخرِج ما مرّ من قول الجاهل, ولهذا لم يحمل نحو قوله: أَشَابَ الصَغِيْرَ وَأَفْنَى الْكَبِيْـ * رَ كَرُّ الْغَدَاةِ........................................................

والمكانِ والسببِ وكإسناد المبنيّ للمفعول إلى الفاعلِ والمصدرِ إلى غير ذلك (بتأوّل) متعلِّق بـ½إسناده¼ أي: بنصب قرينة دالّة على أنّ المراد غير الظاهر, ثمّ أشار إلى تفصيل التعريفين بقوله: (وله) أي: للفعل أو معناه (ملابِسات شتّى) أي: متعلِّقات مختلفة, فهو (يلابس الفاعلَ والمفعولَ به والمصدرَ والزمانَ والمكانَ والسببَ) وإنما لم يذكر المفعول معه والحال والتمييز والمستثنى مع أنها من ملابسات الفعل لأنها لا يسند إليها الفعل (فإسناده) أي: إسناد الفعل أو معناه (إلى الفاعل) إذا كان مبنيًّا للفاعل (أو) إلى (المفعول به إذا كان مبنيًّا له) أي: للمفعول (حقيقةٌ كما مرّ) من الأمثلة (و) إسناده (إلى غيرهما) أي: إلى غير الفاعل في المبني للفاعل وإلى غير المفعول في المبني للمفعول (للملابسة) متعلِّق بالإسناد (مجاز كقولهم: ½عيشة راضية¼) مثال ما بني للفاعل وأسند إلى المفعول فإنّ العِيشة مرضيّة وإنما الراضي صاحبُها (و½سيل مُفعَم¼) مثال ما بني للمفعول وأسند إلى الفاعل فإنّ السيل مُفعِمٌ أي: مَالِئٌ لا مُفعَمٌ أي: مَمْلُوْءٌ (و½شِعْرٌ شاعِرٌ¼) مثال ما بني للفاعل وأسند إلى المصدر فإنّ الشاعر صاحب الشعر لا الشعر, وكذا ½جَدَّ جِدُّهُ¼ (و½نهاره صائم¼) مثال ما بني للفاعل وأسند إلى الزمان فإنّ النهار مصوم فيه وإنما الصائم هو الشخص (و½نهر جار¼) مثال ما بني للفاعل وأسند إلى المكان فإنّ الجاري هو الماء وإنما النهر هو مكان جريانه (و½بنى الأمير المدينة¼) مثال ما بني للفاعل وأسند إلى السبب فإنّ الباني هو العَمَلة وإنما الأمير سبب آمر, وكقوله تعالى: ﴿ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ[إبراهيم:٤١] فإنّ القيام لأهل الحساب وإنما الحساب سبب مآلِيٌّ وعلّة غائية له (وقولنا:) في تعريف المجاز العقليّ (½بتأوّل¼ يُخرِج) من التعريف (ما مرّ من قول الجاهل) ½أنبت الربيع البقل¼, ومن قول الكاذب: ½جاء زيد¼ (ولهذا) أي: لأجل أنّ الإسناد لا يكون مجازًا إلاّ بتأوّل أي: بنصب قرينة على أنّ المراد غير الظاهر (لم يحمل نحو قوله: أَشَابَ الصَغِيْرَ وَأَفْنَى الْكَبِيْـ * رَ كَرُّ الْغَدَاةِ) فاعل ½أفنى¼ أو ½أشاب¼ على التنازع, وكرّ الغداة رجوعها بعد ذهابها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229