عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

﴿يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ﴾ [القصص:٤] ﴿ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا ﴾ [الأعراف:٢٧] ﴿ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا [المزمل:١٧] ﴿ أَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا﴾ [الزلزلة:٢] وغير مختصّ بالخبر بل يجري في الإنشاء نحو: ﴿ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا ﴾ [المؤمن:٣٦], ولا بدّ له من قرينةٍ لفظيّةٍ كما مرّ أو معنويّةٍ كاستحالةِ قيام المسند بالمذكور عقلاً كقولك: ½محبّتك جاءت بي إليك¼ أو عادةً نحو: ½هزم الأمير الجند¼ وصدورِه عن الموحّد في مثل ½أشاب الصغير¼, ومعرفة حقيقته إمّا ظاهرة كما في قوله تعالى: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ﴾ [البقرة:١٦] أي: فما ربحوا في تجارتهم, وإمّا خفيّة

(﴿يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ) أسند تذبيح الأبناء إلى الضمير لفرعون لكونه سببًا آمرًا (﴿يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا) أسند نزع اللباس عن آدم وحوّاء إلى الضمير لإبليس لكونه سببًا (﴿يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا) أسند الجعل إلى الضمير ليوم القيامة لكونه زمانًا, وهذا كناية عن شدّة ذلك اليوم وكثرة الهموم  (﴿أَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا) أسند الإخراج إلى الأرض لكونها مكانًا (و) هو أي: المجاز العقليّ (غير مختصّ بالخبر) أي: بالكلام الخبريّ (بل يجري في الإنشاء) أي: في الكلام الإنشائيّ أيضًا (نحو) قوله تعالى حكاية لأمر فرعون: (﴿يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا) أسند البناء إلى الضمير لهامان مع أنه فعل العَمَلة لكونه سببًا آمرًا, وقال تعالى حكاية لقول الكفّار: ﴿ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ ﴾ [هود:٨٧] (ولا بدّ له) أي: للمجاز العقليّ (من قرينةٍ) تدلّ على أنّ المراد غير ظاهر الإسناد (لفظيّةٍ كما مرّ) في قول أبي النجم ½أفناه قيل الله¼ (أو) قرينةٍ (معنويّةٍ كاستحالةِ قيام المسند بـ) المسند إليه (المذكور) معه (عقلاً) أي: من جهة العقل (كقولك ½محبّتك جاءت بي إليك¼) فإنّ المحبّة معنى يستحيل عقلاً أن يجيء أو يذهب بأحد (أو عادةً) عطف على ½عقلاً¼ أي: أو من جهة العادة (نحو ½هزم الأمير الجند¼) فإنّ هزمه إيّاهم وإن كان ممكنًا عقلاً لكنه يستحيل عادة, وكذا ½بنى الأمير المدينة¼ (و) كـ(صدورِه) أي: صدور الإسناد (عن الموحّد في مثل ½أشاب الصغير) وأفنى الكبير...إلخ¼ فإنّ صدور إسناد الإشابة والإفناء إلى كرّ الغداة ومرّ العشيّ عن الموحّد قرينة معنويّة دالّة على أنّ المراد غير الظاهر (ومعرفة حقيقته) أي: معرفة حقيقة المجاز العقليّ يعني معرفة ما يكون الإسناد إليه حقيقة (إمّا ظاهرة) بظهور ما يكون الإسناد إليه حقيقة (كما في قوله تعالى: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ) فإسناد الربح إلى التجارة مجاز من قبيل الإسناد إلى السبب وحقيقته أن يسند إلى التجّار كما بيّنها المصـ بقوله (أي: فما ربحوا في تجارتهم, وإمّا خفيّة) لعدم ظهور ما يكون الإسناد إليه حقيقة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229