عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

كما في قولِك: ½سرّتني رؤيتك¼ أي: سرّني الله عند رؤيتك وقولِه: يَزِيْدُكَ وَجْهُهُ حُسْنًا * إِذَا مَا زِدْتَهُ نَظَرًا أي: يزيدك الله حسنًا في وجهه، وأنكره السكّاكيُّ ذاهبًا إلى أنّ ما مرّ ونحوَه استعارة بالكناية على أنّ المراد بالربيع الفاعلُ الحقيقيّ بقرينة نسبة الإنبات إليه وعلى هذا القياس غيرُه، وفيه نظر لأنه يستلزِم أن يكون المراد بـ½عيشة¼ في قوله تعالى: ﴿ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ﴾ [القارعة:٧] صاحبَها, وأن لا تـصحّ الإضافـة في نحو ½نهاره صائم¼

(كما في قولِك ½سرّتني رؤيتك¼) فإسناد السرور إلى الرؤية مجاز من قبيل الإسناد إلى الزمان أو السبب وحقيقته أن يسند إلى الله تعالى كما أشار إليها بقوله (أي: سرّني الله عند رؤيتك) وخَفاءُ معرفة الحقيقة في هذا المثال وما بعده من جهة أنّه لا يقصد الاستعمال الحقيقيّ في عرف اللغة فصار بمنزلة المجاز اللغوي الذي لم يستعمل له حقيقة (و) كما في (قولِه) أي: قول ابن المُعَذَّل (يَزِيْدُكَ وَجْهُهُ حُسْنًا) أي: علمًا بحسن مودع في الوجه (إِذَا مَا زِدْتَهُ نَظَرًا) أي: إذا دقّقتَ النظر في وجهه وأمعنتَ فيه, فإسناد الزيادة إلى الوجه مجاز من قبيل الإسناد إلى السبب وحقيقته أن تسند إلى الله عزّ وجلّ كما أشار بقوله: (أي: يزيدك الله حسنًا في وجهه) لأنّ الله تعالى هو الذي أودعه دقائق الجمال التي تظهر بعد إمعان النظر (وأنكره) أي: المجازَ العقليَّ أبو يعقوب يوسفُ (السكّاكيُّ) حال كونه (ذاهبًا إلى أنّ ما مرّ) من أمثلة المجاز العقليّ (ونحوَه) كقول المؤمن: ½شفى الطبيب المريض¼ (استعارة بالكناية) وهي أن يشبه الفاعل المجازي بالفاعل الحقيقي في تعلّق الفعل بكلٍّ منهما ثمّ يُذكَر المشبّه ويراد به المشبّه به مع ادّعاءِ أنّ المشبّه فرد من أفراده بقرينة نسبة لازم المشبّه به إلى المشبّه, فيكون ½أنبت الربيع البقل¼ استعارة بالكناية بناءً (على أنّ المراد بالربيع) الذي هو فاعل مجازيّ للإنبات ومشبّه (الفاعلُ الحقيقيّ) الذي هو مشبّه به (بقرينة نسبة الإنبات) الذي هو لازمٌ الفاعل الحقيقيّ (إليه) أي: إلى الربيع, متعلِّق بالنسبة (و) يجري (على هذا القياس غيرُه) أي: غير هذا المثال, فيراد بالطبيب في ½شفى الطبيب المريض¼ الفاعل الحقيقيّ بقرينة نسبة لازمه إليه وهو الشفاء (وفيه) أي: في جعل المجاز العقليّ استعارة بالكناية (نظر لأنه) أي: الجعلَ المذكور (يستلزِم أن يكون المراد بـ½عيشة¼ في قوله تعالى:) ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ﴾ صاحبَها) لأن العيشة فاعل مجازيّ فيكون المراد به الفاعل الحقيقيّ وهو صاحب العيشة فيلزم أن يكون صاحب العيشة في صاحب العيشة وهو باطل (و) يستلزم (أن لا تصحّ الإضافة في نحو ½نهاره صائم¼) أي: في كلّ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229