أو استلذاذِه أو بسطِ الكلام حيث الإصغاءُ مطلوبٌ نحو: ﴿ هِيَ عَصَايَ ﴾ [طه:١٨]، وأمّا تعريفه فبالإضمار لأن المقام للتكلّم أو الخطاب أو الغيبة, وأصل الخطاب أن يكون لمعيّن وقد يُترَك إلى غيره ليعمّ كلّ مخاطَب نحو: ﴿ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ﴾ [السجدة:١٢] أي: تناهت حالهم في الظهور فلا يختصّ به مخاطَب, وبالعلميّة لإحضارِه بعينه في ذهن السامع ابتداءً باسم مختصّ به نحو: ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص:١]....
المسند إليه إذا كان اسمه مجمعَ البركات نحو ½رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا القول¼ (أو) لـ(استلذاذِه) أي: لوجدان اللذّة عند ذكر المسند إليه نحو ½حضر حبيبي¼ (أو) لـ(بسطِ الكلام) أي: لإطنابه (حيث) أي: في مقام (الإصغاءُ) فيه من السامع (مطلوبٌ) للمتكلم (نحو) قوله تعالى: (﴿هِيَ عَصَايَ ﴾) كان يكفي أن يقول: ½عصاي¼ لقرينة قوله تعالى: ﴿ وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ﴾ [طه:١٧], ثمّ شرع في بيان المعاني الزوائد لتعريف المسند إليه فقال (وأمّا تعريفه) أي: إيراد المسند إليه معرفة (فبالإضمار) أي: بالإتيان به ضميرًا (لأن المقام للتكلّم) نحو ½أنا عرفت¼ (أو) لـ(الخطاب) نحو ½أنت عرفت¼ (أو) لـ(الغيبة) نحو ½زيد هو عرف¼ (وأصل الخطاب) أي: الواجبُ في ضمير المخاطَب بحكم الوضع (أن يكون لـ) شخص (معيّن) واحدًا كان أو أكثر (وقد يُترَك) الخطاب لمعيّن مُمَالاً (إلى غيره) أي: غير المعيّن (ليعمّ) الخطاب (كلّ مخاطَب نحو) قوله تعالى: (﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ﴾) ترك الخطاب بقوله ½ترى¼ لمعيّن إلى كلِّ من يتأتّى منه الرؤية؛ وذلك لبيان شناعة حال المجرمين (أي: تناهت حالهم) الشنيع (في الظهور) لكلِّ من يمكن أن يراهم (فلا يختصّ به) أي: بهذا الخطاب (مخاطَب) خاصّ (و) تعريف المسند إليه (بالعلميّة) أي: بإيراده علمًا (لإحضارِه بعينه) أي: لإحضار المسند إليه حال كونه متلبّسًا بتعيّنه, وفيه احتراز عن إحضاره بجنسه كقولك ½جاء رجل¼ (في ذهن السامع) متعلِّق بالإحضار (ابتداءً) أي: أوّل مرّة, وفيه احتراز عن إحضاره ثانيًا بضمير الغائب نحو ½زيد جاء وهو يضحك¼ (باسم مختصّ به) أي: بالمسند إليه وهو عَلَمُه, وفيه احتراز عن إحضاره بضمير المتكلم أو المخاطَب ونحوه مثل ½أنا قمت¼ و½أنت قلت¼ فإنّ ½أنا¼ و½أنت¼ لكلِّ متكلّم ومخاطب (نحو) قوله تعالى: (﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ﴾) عرّف المسند إليه بالعلميّة للنكتة المذكورة, ولمّا كان المقام مقام التوحيد كان التعريف بالعلميّة أنسبَ به من سائر المعارف فإنه قاطع لمادّة توهّم الاشتراك