عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

إِنَّ الَذِيْنَ تَرَوْنَهُمْ إِخْوَانَكُمْ * يَشْفِيْ غَلِيْلَ صُدُوْرِهِمْ أَنْ تُصْرَعُوْا أو الإيماءِ إلى وجه بناء الخبر نحو: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [المؤمن:٦٠], ثم إنه ربما جعل ذريعة إلى التعريض بالتعظيم لشأنِه نحو: إِنَّ الَذِيْ سَمَكَ السَمَاءَ بَنَى لَنَا * بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ أو شأنِ غيره نحو: ﴿ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [الأعراف: ٩٢], وبالإشارة لتمييزِه أكملَ تمييز نحو قوله: ½هَذَا أَبُو الصَقْرِ فَرْدًا فِيْ مَحَاسِنهِ¼.................

الشاعر في وصيّة بنيه: (إِنَّ الَذِيْنَ تَرَوْنَهُمْ) أي: تظنّونهم (إِخْوَانَكُمْ * يَشْفِيْ غَلِيْلَ صُدُوْرِهِمْ) أي: حقدهم (أَنْ تُصْرَعُوْا) أي: أن تهلكوا, أورد المسند إليه موصولاً للتنبيه على خطاء المخاطبين المذكور في الصلة (أو) لـ(الإيماءِ إلى وجه بناء الخبر) أي: قد يؤتى بالمسند إليه موصولاً لأنّ في الصلة إشارةً إلى أنّ بناء الخبر عليه من أيّ طريق من الثواب والعقاب والمدح والذم وغير ذلك (نحو) قوله تعالى: (﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي) في الصلة إيماء إلى أنّ الخبر الآتي من قبيل الإذلال والعقوبة وهو قوله تعالى: (سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أي: صاغرين (ثم إنه) أي: الإيماءَ إلى وجه بناء الخبر (ربما جعل ذريعة) أي: وسيلة (إلى التعريض بالتعظيم) أي: إلى الإشارة إلى التعظيم (لشأنِه) أي: لشأن الخبر (نحو) قول الفرزدق: (إِنَّ الَذِيْ سَمَكَ السَمَاءَ) أي: رفعها, وفي الصلة إيماء إلى أنّ الخبر الآتي من قبيل الرفعة والبناء وهو قوله: (بَنَى لَنَا * بَيْتًا) أي: بيتَ الكعبة أو بيتَ العزّة والشرف (دَعَائِمُهُ) جمع دِعامة وهي عماد البيت (أَعَزُّ) أي: أقوى (وَأَطْوَلُ) من دعائم كلّ بيت, ثمّ في الإيماء تعريض بأنّ بناء بيتهم رفيع الشأن لأنه فِعلُ مَن رفع السماء (أو) جعل ذريعة إلى التعريض بالتعظيم لـ(شأنِ غيره) أي: غير الخبر (نحو) قوله تعالى: (﴿ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا) في الصلة إيماء إلى أنّ الخبر الآتي من قبيل الخسران والهلاكة وهو قوله تعالى: (كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ) ثمّ في الإيماء تعريض بأنّ شعيبًا عظيم الشأن لأنّ تكذيبه موجِب الخسران, وربما يجعل وسيلة إلى إهانة الخبر أو غيره نحو ½إنّ الذي لا يعرف الفقه قد صنّف فيه¼ و½إنّ الذي يتبع الشيطان خاسر¼ (و) تعريف المسند إليه (بالإشارة) أي: بإيراده اسمَ إشارة (لتمييزِه) أي: لتمييز المسند إليه (أكملَ تمييز) من إضافة الصفة إلى الموصوف, والتمييز الأكمل ما كان بالعين والقلب ولا يحصل ذلك إلاّ باسم الإشارة (نحو قوله) أي: قول ابن الروميّ: (½هَذَا أَبُو الصَقْرِ) حال كونه (فَرْدًا) أي: منفردًا (فِيْ مَحَاسِنهِ¼) جمع مَحْسَن بمعنى حُسْن, جاء بـ½هذا¼ ليتميّز أبو الصقر ليكون مدحُه في الأذهان كالنار على عَلَم وظهورُه عند الناس كالبدر بلا غيم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229