عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

نحو: ﴿ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [البقرة:٥], وباللام للإشارة إلى معهود نحو: ﴿ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ [آل عمران:٣٦] أي: الذي طلبت كالتي وُهِبت لها أو إلى نفس الحقيقة كقولك: ½الرجل خير من المرأة¼, وقد يأتي لواحدٍ باعتبار عهديّته في الذهن كقولك: ½ادخل السوق¼ حيث لا عهد, وهذا في المعنى كالنكرة, وقد يفيد الاستغراقَ نحو: ﴿ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ﴾ [العصر:٢], وهو ضربان حقيقيّ........................

(نحو) قوله تعالى: ﴿ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ 2 ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ) ففي تعريف المسند إليه ههنا تنبيه على أنّ كون المتقين على هدى من ربهم لأجل الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق ممّا رزقوا, وكذا في قوله تعالى: (وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ) [البقرة:٢-٥] على أنّ فيه زيادةَ التقرير (و) تعريف المسند إليه (باللام) أي: إيراده معرّفًا باللام (للإشارة) بها (إلى) فرد (معهود) أي: معيّنٍ في الخارج معلومٍ عند المتكلم والمخاطب (نحو) قوله تعالى: (﴿وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ أي:) ليس الذكر (الذي طلبت) امرأة عمران (كـ) الأنثى (التي وُهِبت) تلك الأنثى (لها) أي: لامرأة عمران, فاللام في ½الذكر¼ للإشارة إلى فرد معلوم مذكور كناية في قولها: ﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا ﴾ [آل عمران:٣٥] لأنّ التحرير إنما كان للذكور دون الإناث (أو) للإشارة (إلى نفس الحقيقة) أي: حقيقةِ المدخول من غير اعتبارِ ما صدقت عليه من الأفراد (كقولك: ½الرجل خير من المرأة¼) فاللام في ½الرجل¼ إشارة إلى الذَكَر الإنسانيّ لا إلى فرد ممّا يصدق عليه هذه الحقيقة, وكذا قولك: ½الإنسان خير من البهيمة¼ (وقد يأتي) المعرّف بلام الحقيقة (لـ) الإشارة إلى فردٍ (واحدٍ) مبهمٍ من أفراد الحقيقة (باعتبار عهديّته) أي: باعتبار تعيّن ذلك الفرد (في الذهن) تبعًا لتعيّنِ الحقيقة فيه (كقولك ½ادخل السوق¼) اللام فيه إشارة إلى واحد مبهم من أفراد ½سوق¼ (حيث لا عهد) أي: في مقام لا تعيّن في الخارج فيه, وإنما قال ذلك إذ لو كان هناك معهود في الخارج كانت اللام إشارةً إلى ذلك الفرد كما مرّ (وهذا) أي: المعرّف بلام العهد الذهنيّ (في المعنى كالنكرة) وفي اللفظ كالمعرفة فيجري عليه أحكامهما كوقوعه مبتدأ نحو ½الولد فائز¼ حيث لا عهد, وكوقوع الجملة وصفًا له نحو ½ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني¼ (وقد يفيد) المعرَّف بلام الحقيقة (الاستغراقَ) لجميع أفراد الحقيقة (نحو) قوله تعالى: (﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ) فاللام إشارة إلى جميع أفراد الإنسان (وهو) أي: الاستغراق (ضربان) أحدهما استغراقيّ (حقيقيّ)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229