عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِنْ جِمَادِ وإمّا لتعجيل المسرّة أو المساءة للتفاؤل أو التطيّر نحو: ½سعد في دارك¼ أو ½السفّاح في دار صديقك¼ وإمّا لإيهام أنه لا يزول عن الخاطر أو أنه يستلِذُّ به وإمّا لنحو ذلك, قال عبد القاهر وقد يقدّم ليفيد تخصيصَه بالخبر الفعليّ إنْ ولِيَ حرفَ النفي نحو: ½ما أنا قلت هذا¼ أي: لم أقله مع أنه مقول لغيري, ولهذا لم يصحّ ½ما أنا قلت هذا ولا غيري¼ ولا ½ما أنا رأيت أحدًا¼ ولا ½ما أنا ضربت إلاّ زيدًا¼,....................................

(حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِنْ جِمَادِ) خبر مسوق بعدَ التشويق إليه فيتمكّن في ذهن السامع, والمراد باستحداث الحيوان من الجماد البعثُ والمعادُ الجسمانيُّ يومَ القيامة (وإمّا لتعجيل المسرّة) أي: السرور لأنه يحصل بسَماع اللفظ المُشعِر بالسرور سرور (أو) لتعجيل (المساءة) أي: السوء لأنه يحصل بسَماع اللفظ المُشعِر بالسوء سوء (للتفاؤل) علّة لتعجيل المسرّة (أو) لـ(التطيّر) علّة لتعجيل المساءة؛ وذلك لأن السامع يتفاءل أو يتطيّر بأوّل ما يفتتح به الكلام فإن كان يُشعِر بالمسرّة تفاءل به أي: تبادر لفهمه حصول الخير وإن كان يُشعِر بالمساءة تطيّر به أي: تبادر لفهمه حصول الشرّ (نحو ½سعد في دارك¼) قدّم المسند إليه لتعجيل المسرّة للتفاءل (أو ½السفّاح في دار صديقك¼) قدّم المسند إليه لتعجيل المساءة للتطيّر (وإمّا لإيهام) أي: لأجل أن يُوقِع المتكلِّم في وهم السامع (أنه) أي: المسند إليه (لا يزول عن الخاطر) أي: القلب لكونه مطلوبًا نحو ½الحبيب جاء¼ (أو) لإيهام (أنه) أي: المتكلم (يستلِذُّ به) أي: بالمسند إليه لكونه محبوبًا نحو ½ليلى ألذّ من العسل¼ (وإمّا لنحو ذلك) كإظهار تعظيمه نحو ½رجل فاضل عندي¼ أو إظهار تحقيره نحو ½رجل جاهل عندك¼ (قال عبد القاهر) الجرجانيّ في كتابه "دلائل الإعجاز" (وقد يقدّم) المسند إليه (ليفيد تخصيصَه بالخبر الفعليّ) أي: ليفيد تقديمُ المسند إليه نفيَ الخبر الفعليّ عنه وثبوتَه لمن بالنسبة إليه التخصيص (إنْ ولِيَ) المسند إليه (حرفَ النفي) أي: وقع المسند إليه بعد حرف النفي بلا فصل (نحو ½ما أنا قلت هذا¼ أي: لم أقله مع أنه مقول لغيري) أي: لمن بالنسبة إليه القصر كزيد مثلاً (ولهذا) أي: لأجل أنّ تقديم المسند إليه مع وَلْيِه حرفَ النفي يفيد التخصيص بمعنى نفي الحكم عن المذكور وثبوته للغير (لم يصحّ) أن يقال (½ما أنا قلت هذا ولا غيري¼) لأنّ مفهوم ½ما أنا قلت هذا¼ أنه مقول لغيري ومنطوق ½ولا غيري¼ يناقض ذلك (ولا) أن يقال (½ما أنا رأيت أحدًا¼) لأنّ مفهومه أن يكون إنسان غير المتكلم قد رأى كلّ أحد من الناس وهذا ممتنع عادة (ولا) أن يقال (½ما أنا ضربت إلاّ زيدًا¼) لأنّ مفهومه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229