ولأنّ النكرة المنفيّة إذا عمّت كان قولنا: ½لم يقم إنسان¼ سالبة كلية لا مهملة، وقال عبد القاهر: إن كانت ½كلّ¼ داخلة في حيّز النفي بأن أخّرت عن أداته نحو: ½ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه¼ أو معمولةً للفعل المنفيّ نحو: ½ما جاءني القوم كلّهم¼ أو ½ما جاءني كلُّ القوم¼ أو ½لم آخذ كلَّ الدراهم¼ أو ½كلَّ الدراهم لم آخذ¼ توجّه النفي إلى الشمول خاصّة وأفاد ثبوتَ الفعلِ أو الوصفِ لبعضٍ أو تعلّقَه به, وإلاّ عمّ كلّ فرد كقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لمّا قال له ذو اليدين........................................................
(ولأنّ النكرة المنفيّة إذا عمّت) لورودها في سياق النفي (كان قولنا ½لم يقم إنسان¼ سالبة كلية) لعموم حكم السلب فيها كلَّ واحد من الأفراد (لا) سالبة (مهملة) كما زعم صاحب القيل, ثمّ أشار المصـ إلى كلام عبد القاهر في تقرير مفاد ½كلّ¼ مع النفي فقال (وقال عبد القاهر إن كانت ½كلّ¼ داخلة في حيّز النفي بأن أخّرت) ½كلّ¼ (عن أداته) أي: أداة النفي ولم تكن معمولةً للفعل المنفيّ (نحو ½ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه¼ أو) بأن أخرّت عنها وكانت (معمولةً للفعل المنفيّ) بأن كانت تأكيدًا للفاعل (نحو ½ما جاءني القوم كلّهم¼ أو) فاعلاً نحو (½ما جاءني كلُّ القوم¼ أو) مفعولاً متأخّرًا نحو (½لم آخذ كلَّ الدراهم¼ أو) مفعولاً متقدّمًا نحو (½كلَّ الدراهم لم آخذ¼) أو تأكيدًا للمفعول المتأخّر أو المتقدّم نحو ½لم آخذ الدراهم كلّها¼ و½الدراهم كلّها لم آخذ¼ (توجّه النفي) جواب ½إنْ¼ (إلى الشمول خاصّة) أي: كان المنفيّ عمومَ الفعل لكلِّ فردٍ ممّا أضيف إليه ½كلّ¼ لا نفسَ الفعل (وأفاد) الكلام بطريق المفهوم (ثبوتَ الفعلِ) لبعضٍ ممّا أضيف إليه ½كلّ¼ إذا وجد في الكلام فعل (أو) أفاد الكلام ثبوتَ (الوصفِ لبعضٍ) ممّا أضيف إليه ½كلّ¼ إذا وجد وصف, ثمّ ثبوت الفعل أو الوصف لبعضٍ إذا كان ½كلّ¼ فاعلاً له نحو ½ما يحصل كلّ متمنّى¼ و½ما حاصل كلّ متمنّى¼ (أو) أفاد الكلام (تعلّقَه) أي: تعلّقَ الفعل أو الوصف (به) أي: ببعضٍ ممّا أضيف إليه ½كلّ¼, وهذا إذا كان ½كلّ¼ مفعولاً له نحو ½ما يدرك الإنسان كلّ المنى¼ و½ما الإنسان مدركًا كلّ المنى¼, والحقّ أنّ هذا الحكم أكثريّ لقوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة:٢٧٦] (وإلاّ) أي: وإن لم تكن ½كلّ¼ داخلة في حيّز النفي بأن قدّمت على النفي ولم تكن معمولةً للفعل المنفيّ (عمّ) النفي (كلّ فرد) من أفرادِ ما أضيف إليه ½كلّ¼ وأفاد الكلام نفيَ أصل الفعل (كقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لمّا قال له ذو اليدين) لقب لصحابيّ اسمه الخِرباق أو العِرباض بن عمرو لقب به لطول يديه وقيل