عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

ليتمكّن ما يعقبه في ذهن السامع لأنه إذا لم يفهم منه معنى انتظره, وقد يعكس فإن كان اسمَ إشارة فلكمال العناية بتمييزه لاختصاصه بحكم بديع كقوله: كَمْ عَاقِلٍ عَاقِلٍ أَعْيَتْ مَذَاهِبُهُ * وَجَاهِلٍ جَاهِلٍ تَلْقَاهُ مَرْزُوْقًا * هَذَا الَذِيْ تَرَكَ الْأَوْهَامَ حَائِرَةً * وَصَيَّرَ الْعَالِمَ النِحْرِيْرَ زِنْدِيْقًا أو التهكّمِ بالسامع كما إذا كان فاقد البصر أو النداءِ على كمال بلادته أو فطانته أو إدعاءِ كمال ظهوره......

(ليتمكّن) متعلِّق بـ½يوضع¼ أي: إنما يوضع المضمر موضع المظهر في باب ½نعم¼ وباب ضمير الشأن ليتقرّر (ما يعقبه) أي: ما يجيء عقبَ الضمير (في ذهن السامع) متعلِّق بـ½يتمكّن¼ (لأنه) أي: السامع (إذا لم يفهم منه) أي: من الضمير (معنى) لعدم تعيّن ما يعود إليه (انتظره) أي: انتظر السامع ما يعقب الضمير ليفهم منه معنى وإذا فهمه بعد الانتظار كان له في ذهنه القرار لأنّ الحاصل بعد الطلب أعزّ (وقد يعكس) أي: قد يوضع المظهر موضع المضمر (فإن كان) المظهر الذي وضع موضع المضمر (اسمَ إشارة فـ) يكون وضعه موضعه (لكمال العناية بتمييزه) أي: لغاية الاعتناء بتمييز المسند إليه (لاختصاصه) أي: إنما كان المتكلم في غاية الاهتمام بتمييزه لاختصاص المسند إليه (بحكم بديع) أي: عجيب (كقوله) أي: قول أحمد بن يحيى (كَمْ) خبريّة مبتدأ (عَاقِلٍ) مضاف إليه مميِّز لها (عَاقِلٍ) نعت للأوّل بمعنى كامل العقل؛ لأنّ تكرّر اللفظ لقصد الوصفيّة يفيد الكمال (أَعْيَتْ) أي: أعجزته أو صَعُبت عليه (مَذَاهِبُهُ *) أي: طرقُ معاشه (وَ) كم (جَاهِلٍ جَاهِلٍ تَلْقَاهُ مَرْزُوْقًا *) ولمّا كان هذا أي: وجدان كامل العقل محرومًا وكامل الجهل مرزوقًا مختصًّا بحكم بديع آتٍ عبّر عنه باسم الإشارة ولو كان المقام مقام التعبير عنه بالضمير لتقدّمه فقال: (هَذَا الَذِيْ تَرَكَ) أي: صيّر (الْأَوْهَامَ) أي: العقول (حَائِرَةً *) إذ لم تفهم السرّ في ذلك لأن مقتضى المناسبة أن ينعكس الأمر (وَ) هذا الذي (صَيَّرَ الْعَالِمَ النِحْرِيْرَ) أي: المتقن للعلوم (زِنْدِيْقًا) أي: كافرًا نافيًا للصانع العدل الحكيم (أو التهكّمِ بالسامع) عطف على ½كمال العناية¼ (كما إذا كان) السامع (فاقد البصر) فيقول ½من ضربني¼ فيقال ½هذا ضاربك¼ وكذا إذا قاله البصير فقيل ½هذا ضاربك¼ مشيرًا إلى الخلاء (أو النداءِ) أي: التنبيه (على كمال بلادته) أي: السامع كأن يقول ½من عالم البلد¼ فيقال ½ذلك زيد¼ إيماءً إلى أنه لا يدرك إلاّ المحسوس (أو) النداء على كمال (فطانته) أي: السامع كقولك بعد تقرير مسئلة غامضة ½هذه ظاهرة¼ إيماءً إلى أنّ المعقول عند السامع كالمحسوس (أو ادّعاءِ كمال ظهوره) أي:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229