أقَصُرتِ الصلاةُ أم نسِيتَ يا رسول الله: ((كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ)), وعليه قوله: قَدْ أَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ * تَدَّعِيْ عَلَيَّ ذَنْبًا كُلُّهُ لَمْ أَصْنَعْ، وأمّا تأخيره فلاقتضاء المقام تقديمَ المسند، هذا كلّه مقتضى الظاهر, وقد يخرج الكلام على خلافه فيوضع المضمر موضع المظهر كقولهم: ½نعم رجلاً¼ مكان ½نعم الرجل¼ في أحد القولين وقولهم: ½هو أو هي زيد عالم¼ مكان ½الشأن¼ أو ½القصة¼
لأنه كان يعمل بكلتا يديه على السواء (½أقَصُرتِ الصلاةُ أم نسِيتَ يا رسول الله¼) هذا قول ذي اليدين (((كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ))) هذا قول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومعناه أنه لم يقع شيء منهما لا القصر ولا النسيان, ولذا قال ذو اليدين: ½بعضُ ذلك قد كان¼ (وعليه) أي: وعلى أنّ الكلام يفيد عموم النفي عن كلّ فرد ممّا أضيفت إليه ½كلّ¼ إذا لم تكن داخلة في حيّز النفي (قوله) أي: قول أبي النجم (قَدْ أَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ * تَدَّعِيْ عَلَيَّ ذَنْبًا) نكرة عامّة بقرينة المقام وإن كانت واقعة في سياق الإثبات (كُلُّهُ لَمْ أَصْنَعْ) برفع ½كُلُّه¼ ليخرج عن حيّز النفي, فمعناه: لم أصنع شيئًا ممّا تدّعيه أمّ الخيار من الذنوب (وأمّا تأخيره) أي: تأخير المسند إليه عن المسند (فـ) هو (لاقتضاء المقام تقديمَ المسند) يعني أنّ النِكاتِ المقتضيةَ لتقديم المسند الآتيةَ في أحوال المسند هي النِكات المقتضية لتأخير المسند إليه بذاتها (هذا كلّه) أي: ما تقدّم من الذكر والحذف والإضمار وغيرها في أحوالها المذكورة (مقتضى الظاهر) أي: مقتضى ظاهر الحال (وقد يخرج) أي: يورد (الكلام على خلافه) أي: على خلاف ظاهر الحال لاقتضاء باطن الحال ذلك الخلافَ لعروض اعتبار آخر ألطف من ذلك الظاهر (فيوضع المضمر موضع المظهر) هذا من خلاف الظاهر لأن الظاهر أن يوضع كلّ منهما موضعه (كقولهم:) أي: العرب (½نعم رجلاً) زيد¼ (مكان ½نعم الرجل) زيد¼, فوضع المضمر في ½نعم¼ وفسّر بـ½رجلاً¼ مع أنه موضع المظهر لأنه لم يتعيّن المرجع (في أحد القولين) أي: إنما يكون ½نعم رجلاً زيد¼ من قبيل وضع المضمر موضع المظهر في قول من يجعله جملتين, أمّا في قول من يجعله جملة واحدة فلا؛ لأنّ المرجع ح متعيّن وهو ½زيد¼ (و) كـ(قـولـهم) أيـضًا في وضع المضمر موضع المظهر (½هـو) زيد عالم¼ (أو ½هـي زيد عالم¼ مكان ½الشأن) زيد عالم¼ (أو) مكان (½الـقصة) زيد عالم¼ فهو لفّ ونشر مرتّـب, ثمّ قوله ½هي زيد عالم¼ غيرُ مسموع مجرّدُ قـياس على قولهم ½هي هند مليحة¼ بجامع عود الضميـر في كلّ منهما إلى القصّة