وعليه من غير هذا الباب: تَعَالَلْتِ كَيْ أَشْجَى وَمَا بِكِ عِلَّةٌ * تُرِيْدِيْنَ قَتْلِيْ قَدْ ظَفَرْتِ بِذَلِكَ, وإن كان غيرَه فلزيادة التمكين نحو: ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ 1 ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص:١-٢] ونظيره من غيره: ﴿وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ﴾ [بني إسراءيل:١٠٥] أو إدخالِ الروع في ضمير السامع وتربيةِ المَهابة أو تقوية داعي المأمور مثالهما قول الخلفاء: ½أمير المؤمنين يأمرك بكذا¼
ظهور المسند إليه ولو لم يكن ظاهرًا في نفس الأمر كقولك بعد تقرير مسئلة غامضة ½هذه مسئلة مسلمّة¼ (وعليه) أي: على وضع اسم الإشارة موضع الضمير لادعاء كمال الظهور (من غير هذا الباب) أي: من غير باب المسند إليه قولُ عبد الله بن دمينة (تَعَالَلْتِ) أي: أظهرتِ العلّة والمرَض (كَيْ أَشْجَى) أي: لأحزن لعلّتك (وَمَا بِكِ عِلَّةٌ *) في نفس الأمر (تُرِيْدِيْنَ قَتْلِيْ) بإظهار العلّة (قَدْ ظَفَرْتِ بِذَلِكَ) أي: بقتلي, ومقتضى الظاهر أن يقول ½به¼ لتقدّم المرجع لكنه عدل إلى اسم الإشارة لادّعاء كمال ظهور قتلها إيّاه (وإن كان) المظهر الذي وضع موضع المضمر (غيرَه) أي: غير اسم الإشارة (فـ) هو (لزيادة التمكين) أي: لجعل المسند إليه متمكّنًا عند السامع فإنّ المضمر لا يخلو عن إبهام في الدلالة بخلاف المظهر (نحو) قوله تعالى: (﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ 1 ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ﴾) مقتضى الظاهر ½هو الصمد¼ لتقدّم المرجع فعدل إلى المظهر لأنه أدلّ على التمكين لا سيّما وهو عَلَم, والتمكين يناسب مقام التعظيم والإفراد بحكم الصمديّة (ونظيره) أي: نظير ½الله الصمد¼ في كون الإظهار في مكان الإضمار لزيادة التمكين (من غيره) أي: من غير باب المسند إليه قولُه تعالى: (﴿وَبِٱلۡحَقِّ) أي: بالأمر الثابت المحقّق وهو الحكمة المقتضية للإنزال وهي هداية الخلق (أَنزَلۡنَٰهُ) أي: القرآن (وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ﴾) مقتضى الظاهر ½وبه نزل¼ لتقدّم المرجع عُدِل إلى الظاهر لزيادة التمكين (أو) يوضع ظاهر غير اسم الإشارة موضع ضمير لـ(إدخالِ الروع) أي: الخوف (في ضمير السامع) أي: في قلبه (وتربيةِ المَهابة) أي: زيادتها, والمهابة التعظيم القلبي الناشي من الخوف فهذا كالتأكيد لإدخال الروع (أو) لـ(تقوية داعي المأمور) إلى امتثال ما أُمِرَ به, وذلك الداعي حالة نفسانية تقوم بالمأمور كظنّ الانتقام وطمع الإنعام (مثالهما) أي: مثال الإدخال والتقوية (قول الخلفاء ½أمير المؤمنين يأمرك بكذا¼) الظاهر أن يقال ½أنا آمرك بكذا¼ لأنّ المقام للتكلم فعدل إلى ½أمير المؤمنين¼ لأنه يوجب دخول الخوف في قلب السامع ويربّي المهابة فيه ويقوي داعي المأمور إلى الامتثال فإنه يدلّ على السلطان والقهر