عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

﴿ وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [يس:٢٢]، وإلى الغيبة: ﴿ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكوثر:١-٢]، ومن الخطاب إلى التكلّم: طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوْبٌ * بُعَيْدَ الشَبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيْبُ * يُكَلِّفُنِيْ لَيْلَى وَقَدْ شَطَّ وَلْيُهَا * وَعَادَتْ عَوَادٍ بَيْنَنَا وَخُطُوْبُ، وإلى الغيبة: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم﴾ [يونس:٢٢]، ومن الغيبة إلى التكلّم: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ ﴾ [فاطر:٩]، وإلى الخطاب: ﴿ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ 4
إِيَّاكَ نَعۡبُدُ
﴾ [الفاتحة:٣-٤]، ووجهه أن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب

قومه في الإيمان: (﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي) مقتضى الظاهر ½وما لكم لا تعبدون الذي فطركم¼ ففيه التفات من الخطاب إلى التكلّم عند السكّاكي لا عند الجمهور لعدم سبق التعبير والمقصود بالتمثيل قوله (وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ) مقتضى الظاهر ½وإليه أرجع¼ لسبق التعبير بالتكلّم في ½وَمَا لِيَ إلخ¼ (و) مثال الالتفات من التكلّم (إلى الغيبة) قوله تعالى: (﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ) مقتضى الظاهر ½فَصَلِّ لَنَا¼ لسبق التعبير بالتكلّم في ½إنا أعطيناك الكوثر¼ (و) مثال الالتفات (من الخطاب إلى التكلّم) قول علقمة بن عبدة العجلي (طَحَا بِكَ) أي: ذهب بك, وفيه التفات عند السكّاكي (قَلْبٌ) فاعل ½طحا¼ (فِي الْحِسَانِ) متعلِّق بقوله (طَرُوْبٌ *) أي: فَرِح, صفة ½قَلْبٌ¼ (بُعَيْدَ الشَبَابِ) تصغير ½بعد¼ للقرب ظرف لـ½طَحَا¼ وقوله (عَصْرَ) بدل منه مضاف إلى الجملة وهي (حَانَ) أي: قرب (مَشِيْبُ * يُكَلِّفُنِيْ لَيْلَى) أي: يطالبني القلب بوصالها, الظاهر أن يقول ½يكلفك¼ لسبق التعبير بالخطاب ففيه التفات من الخطاب إلى التكلّم (وَقَدْ شَطَّ) أي: بعُد (وَلْيُهَا *) أي: أيّامُ قرب ليلى, جملة حالية من ½ليلى¼ (وَعَادَتْ) أي: رجعت (عَوَادٍ) جمع عادية وهي ما يصرفك عن الشيء (بَيْنَنَا وَخُطُوْبُ) جمع خطب وهو الأمر العظيم والعوادي والخطوب والصوارف ألفاظ مترادفة (و) مثال الالتفات من الخطاب (إلى الغيبة) قوله تعالى: (﴿حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم) مقتضى الظاهر ½وَجَرَيْنَ بِكُمْ¼ لسبق التعبير بالخطاب في ½كُنْتُمْ¼ (و) مثال الالتفات (من الغيبة إلى التكلّم) قوله تعالى: (﴿وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ) مقتضى الظاهر ½فَسَاقَهُ¼ لسبق التعبير بالغيبة في ½وَالله الَّذِيْ...إلخ¼ (و) مثال الالتفات من الغيبة (إلى الخطاب) قوله تعالى: (﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعۡبُدُ) مقتضى الظاهر ½إِيَّاهُ نَعْبُدُ¼ لسبق التعبير بالغيبة في ½الْحَمْدُ للهِ¼, ثمّ أشار إلى السرّ العامّ للالتفات في جميع مواقعه فقال (ووجهه) أي: وجه كون الالتفات حسنًا (أن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب) آخر


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229