عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وعليه من غيره: ﴿ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ﴾ [آل عمران:١٥٩] أو الاستعطاف كقوله: ½إِلهِيْ عَبْدُكَ الْعَاصِيْ أَتَاكَا¼، قال السكّاكيّ: هذا غير مختصّ بالمسند إليه ولا بهذا القدر بل كلّ من التكلّم والخطاب والغيبة مطلقًا ينقل إلى الآخر, ويسمّى هذا النقل عند علماء المعاني التفاتًا كقوله: ½تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بِالْأَثْمُد¼، والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الثلاثة بعد التعبير عنه بآخر منها, وهذا أخصّ منه، مثال الالتفات من التكلّم إلى الخطاب:

(وعليه) أي: على وضع ظاهر غير اسم الإشارة موضع ضمير لتقوية داعي المأمور (من غيره) أي: من غير باب المسند إليه قولُه تعالى: (﴿فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ) مقتضى الظاهر ½عليّ¼ عُدِل إلى ½على الله¼ لأن اسم الجلالة يقوي داعي المأمور فإنه يدلّ على الذات المستجمع لجميع صفات الكمال (أو) يوضع مظهر غير اسم الإشارة موضع المضمر لـ(الاستعطاف) أي: لطلب العطف والرحمة (كقوله ½إِلهِيْ عَبْدُكَ الْعَاصِيْ أَتَاكَا¼) الظاهر أن يقول ½أنا أتيتك عاصيًا¼ فعدل إلى ½عبدك¼ للاستعطاف فإنه يدلّ على التخضّع والمرجوّ من كرم المالك الكريم أن يرحم المتخضّع ويعفو عنه (قال السكّاكيّ هذا) أي: نقل الكلام من أسلوب إلى آخر (غير مختصّ بالمسند إليه) بل يجري في غيره أيضًا كما مرّ في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمۡتَ
فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ
﴾ (ولا) أي: وغير مختصّ (بهذا القدر) الذي في قوله ½إلهي عبدك العاصي¼ وهو نقل الكلام من التكلّم إلى الغيبة (بل كلّ من التكلّم والخطاب والغيبة مطلقًا) أي: سواء كان في المسند إليه أو في غيره (ينقل إلى الآخر) منها, فيصير أقسام النقل ستّة: نقل الكلام من التكلّم إلى الخطاب أو الغيبة ومن الخطاب إلى التكلّم أو الغيبة ومن الغيبة إلى التكلّم أو الخطاب (ويسمّى هذا النقل عند علماء المعاني التفاتًا) منقولاً من التفات الإنسان من يمينه إلى يساره أو بالعكس (كقوله) أي: قول امرئ القيس (½تَطَاوَلَ لَيْلُكَ) خطاب للنفس, فيه التفات من التكلّم إلى الخطاب لأنّ المقام للتكلّم فمقتضى الظاهر أن يقول ½لَيْلِيْ¼ (بِالْأَثْمُد¼) اسم موضع (والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من) الطرق (الثلاثة) من التكلّم والخطاب والغيبة (بعد التعبير عنه) أي: عن ذلك المعنى (بـ) طريق (آخر منها) أي: من الطرق الثلاثة (وهذا) أي: الالتفات في التفسير المشهور (أخصّ منه) أي: من الالتفات في تفسير السكّاكيّ لأنّهم شرطوا سبق التعبير والسكّاكي اكتفى بكون التعبير على خلاف مقتضى الظاهر سواء سبق التعبير أو لا فكلّ التفات عندهم التفات عنده ولا عكس (مثال الالتفات من التكلّم إلى الخطاب) قوله تعالى حكاية عن حبيب النجار يعظ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229