عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وأمّا كونه فعلاً فللتقييد بأحد الأزمنة الثلاثة على أخصر وجه مع إفادة التجدّد كقوله: أَوَكُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيْلَةٌ * بَعَثُوْا إِلَيَّ عَرِيْفَهُمْ يَتَوَسَّمُ، وأمّا كونه اسمًا فلإفادة عدَمهما كقوله: لاَ يَألِفُ الدِرْهَمُ الْمَضْرُوْبُ صُرَّتَنَا * لَكِنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا وَهُوَ مُنْطَلِقُ، وأمّا تقييد الفعل بمفعولٍ ونحوِه فلتربية الفائدة, والمقيّدُ في نحو ½كان زيد منطلقًا¼ هو ½منطلقًا¼ لا ½كَانَ¼، وأمّا تركه فلمانع منها،.

في ½زيد انطلق أبوه¼ (وأمّا كونه) أي: كون المسند (فعلاً فـ) هو (للتقييد) أي: لتقييد المسند (بأحد الأزمنة الثلاثة) لتعلّق الغرض بذلك كما إذا كان المخاطب معتقدًا لعدم الوقوع في أحدها على الخصوص والواقع بالعكس (على أخصر وجه) لأن الفعل يدل على أحد الأزمنة بصيغته من غير ضمّ كلمة أخرى إليه نحو ½قام زيد¼ بخلاف الاسم نحو ½زيد قائم في الماضي¼ (مع إفادة التجدّد) وهو اقتران الحدث بأحد الأزمنة (كقوله) أي: قول طريف بن تميم يصف نفسه بالشَجاعة (أَوَكُلَّمَا وَرَدَتْ) أي: جاءت (عُكَاظَ) اسم سوق بين نخلة والطائف (قَبِيْلَةٌ) فاعل ½وَرَدَتْ¼ (بَعَثُوْا) جواب ½كلمّا¼ (إِلَيَّ عَرِيْفَهُمْ) أي: رئيسهم (يَتَوَسَّمُ) أي: يتفرّس الوجوه لحظةً فلحظةً طالبًا لي لأنّ لي جناية في كلّ قوم فإذا وردت القبائل هناك بعثوا عريفهم ليتعرّفني فيأخذوا بثأرهم, و½يتوسّم¼ مسند معنى وإن كان حالاً لفظًا (وأمّا كونه) أي: كون المسند (اسمًا فـ) هو (لإفادة عدَمهما) أي: لإفادة الثبوت والدوام (كقوله) أي: قول النضر بن جؤية يمدح نفسه بالغنى والكرم (لاَ يَألَفُ) أي: لا يأنس (الدِرْهَمُ الْمَضْرُوْبُ) أي: المطبوع (صُرَّتَنَا) وهي ما يجتمع فيه الدراهم (لَكِنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا وَهُوَ مُنْطَلِقُ) فكون المسند هنا اسمًا للدلالة على أنّ انطلاق الدرهم من الصرّة ثابت له دائمًا (وأمّا تقييد الفعل) وكذا تقييد شبهه من اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة والتفضيل (بمفعولٍ) مطلق أو به أو فيه أو له أو معه (ونحوِه) كالحال والتمييز (فـ) هو (لتربية الفائدة) أي: لتكثيرها؛ لأنّ الحكم كلّما زاد قيدًا زاد إفادةً كقولك ½قرأ زيد بن خالد القرآن صباحًا في المسجد أمام القاري متوضيًا طلبًا للثواب¼, ولمّا كان هنا مظنّة أن يقال إنّ خبر ½كَانَ¼ أيضًا مثل المفعول فينبغي أن يكون تقييدها به لتربية الفائدة على ما ذكرتم مع أنه ليس كك لعدَم الفائدة بدونه, أجاب بقوله (والمقيّدُ في نحو ½كان زيد منطلقًا¼ هو ½منطلقًا¼ لا ½كَانَ¼) إذ أصل الكلام ½زيد منطلق¼ فالمسند هو ½منطلق¼ قُيِّد بـ½كَانَ¼ لإفادة أنّ الانطلاق ثابت فيما مضى (وأمّا تركه) أي: ترك تقييد الفعل بما ذكر (فـ) هو (لمانع منها) أي:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229