نُكِّرَتْ, وقد تُستعمَل ½إنْ¼ في الجزْم تجاهلاً أو لعدَم جزْم المخاطَب كقولك لمن يكذّبك: ½إن صدقت فماذا تفعل¼ أو تنزيله منزلة الجاهل لمُخالَفته مقتضى العِلم أو التوبيخِ وتصويرِ أنّ المقام لاشتماله على ما يقلَع الشرط عن أصله لا يصلح إلاّ لفرضه كما يُفرَض المحال نحو: ﴿ أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ ﴾ [الزخرف:٥] في من قرء ½إنْ¼ بالكسر أو تغليب غير المتّصف به على المتّصف به, وقولُه تعالى: ﴿ وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا ﴾ [البقرة:٢٣] يحتملهما, والتغليب يجري في فنون.....................
(نُكِّرَتْ) ½سيئة¼ لتدلّ على التقليل, ومنه قوله تعالى: ﴿ وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةٗ فَرِحُواْ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ ﴾ [الروم:٣٦] (وقد تُستعمَل ½إنْ¼ في) مقام (الجزْم) بوقوع الشرط (تجاهلاً) أي: لإظهار الجهل كأن تُسئَل عن كون والدك في الدار فتقول تجاهلاً ½إن كان في الدار أخبرك¼ (أو) تستعمل ½إنْ¼ (لعدَم جزْم المخاطَب) بوقوع الشرط وإن كان المتكلّم جازمًا به (كقولك لمن يكذّبك) أي: لمن يجوّز كذبك (½إن صدقت فماذا تفعل¼) فقد أخرجتَ الكلام على مقتضى اعتقاده (أو) لـ(تنزيله) أي: لتنزيل المخاطَب العالِم بوقوع الشرط (منزلة الجاهل) به, وإنما يُنزَّل منزلته (لمُخالَفته) أي: المخاطَب (مقتضى العِلم) كقولك للمغتاب ½إن كانت الغيبة حرامًا فاتركها¼ (أو) تستعمل ½إنْ¼ في الجزْم لـ(التوبيخِ وتصويرِ) أي: لتعيير المخاطب على الشرط وتبيينِ (أنّ المقام لـ) أجل (اشتماله) علّة لقوله الآتي ½لا يصلح¼ (على ما يقلَع الشرط) أي: على أدلّةٍ تُحقِّق زوالَه (عن أصله لا يصلح) أي: المقام (إلاّ لفرضه) أي: إلاّ لأنْ يفرض ذلك الشرط (كما يُفرَض المحال) لغرضٍ (نحو) قوله تعالى: (﴿أَفَنَضۡرِبُ) أي: أ فندفع (عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ) أي: القرآن (صَفۡحًا) أي: إعراضًا (أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ ﴾) أي: مستهزئين بآياتنا, فكونهم مسرفين مقطوع به لكن جيء بـ½إنْ¼ للتبيين المذكور, وهذا (في) قراءةِ (من قرء ½إنْ¼ بالكسر) أمّا في من قرأها بالفتح فليس ممّا نحن فيه (أو) تستعمل ½إنْ¼ في الجزم لـ(تغليب غير المتّصف به) أي: بالشرط (على المتّصف به) أي: بالشرط كأن يكون زيد مشكوكَ النجاح وبكر قطعيَّه فتقول لهما ½إن كنتما ناجحَيْنِ فلكما الجائزة¼ (وقولُه تعالى) في خطاب المرتابين: (﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا ﴾ يحتملهما) أي: يحتمل أن يكون للتوبيخ والتصوير ويحتمل أن يكون لتغليب غير المرتابين على المرتابين, ولمّا جرى ذكر التغليب استطرد لذكر بابه فقال (والتغليب يجري في فنون) أي: في أنواع من المعاني ولا يختصّ بالنوع السابق