عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وأمّا تقييده بالشرط فلاعتبارات لا تُعرَف إلاّ بمعرفة ما بَيْنَ أدواتِه من التفصيل وقد بُيِّن ذلك في علم النحو, ولكن لا بدّ من النظر هاهنا في ½إنْ¼ و½إذَا¼ و½لَوْ¼، فـ½إنْ¼ و½إذَا¼ للشرط في الاستقبال لكنّ أصل ½إنْ¼ عدَم الجزْم بوقوع الشرط وأصل ½إذَا¼ الجزْم, ولذلك كان النادر موقِعًا لـ½إنْ¼ وغلب لفظ الماضي مع ½إذَا¼ نحو: ﴿ فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ﴾ [الأعراف:١٣١]؛ لأنّ المراد الحسنة المطلقة, ولهذا عُرِّفَتْ تعريف الجنس والسيئة نادرة بالنسبة إليها ولهذا........................

من تربية الفائدة كالاختصار أو عدَمِ العِلم بالقيد أو الإخفاء عن غير المخاطَب ونحو ذلك مثل ½نصر بكر¼, ثمّ لمّا كان تقييد الفعل بالشرط محتاجًا إلى بسط مّا أخّره عن الترك وإن كان المناسب ذكرَه مع ما قبله فقال (وأمّا تقييده) أي: تقييد الفعل (بالشرط فـ) هو (لاعتبارات) أي: لنِكاتٍ (لا تُعرَف) تلك النِكات (إلاّ بمعرفة ما بَيْنَ أدواتِه) أي: أدوات الشرط (من التفصيل) بيان لـ½مَا¼ (وقد بُيِّن ذلك) التفصيل (في علم النحو) ككون ½مهما¼ و½متى¼ لعموم الزمان و½أين¼ لعموم المكان و½من¼ لعموم العاقل و½ما¼ لعموم غير العاقل فيعتبر في كلّ مقام ما يناسبه من معاني تلك الأدوات (ولكن لا بدّ من النظر هاهنا) أي: في علم المعاني (في) معاني (½إنْ¼ و½إذَا¼ و½لَوْ¼) لأنّ مواقعها تتضمّن أبحاثًا لا يتعرّض لها النحاة (فـ) نقول (½إنْ¼ و½إذَا¼ للشرط) أي: لتعليق حصول مضمون جملة على حصول مضمون جملة أخرى (في الاستقبال) متعلِّق بالحصول الثاني الذي تضمّنه لفظ ½الشرط¼ (لكنّ أصل ½إنْ¼ عدَم الجزْم بوقوع) فعل (الشرط وأصل ½إذَا¼ الجزْم) بوقوعه (ولذلك) أي: لأجل أنّ أصل ½إنْ¼ عدَم الجزْم بوقوع الشرط (كان) الحكم (النادر) أي: القليلُ الوقوعِ (موقِعًا لـ½إنْ¼) لأنه لا يجزم به غالبًا (و) لأجل أنّ أصل ½إذا¼ الجزْم بوقوع الشرط (غلب لفظ الماضي مع ½إذَا¼) لأنه يدلّ على الوقوع وهو مناسب لمفاد ½إذَا¼ (نحو) قوله تعالى: (﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ)أي: المبعوثَ إليهم موسى (ٱلۡحَسَنَةُ) كالمطر ونموّ الأموال وصحّة البدن وكثرة الأولاد وغير ذلك (قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ) أي: هذه مختصّة بنا (وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ) أي: يتشاءموا (بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ) من المؤمنين, فجيء بلفظ الماضي مع ½إذا¼ في جانب الحسنة (لأنّ المراد) بالحسنة (الحسنة المطلقة) الغير المقيّدة بنوع (ولهذا) أي: لأجل أنّ المراد الحسنة المطلقة لا المقيّدة (عُرِّفَتْ) الحسنة (تعريف الجنس) وجنس الحسنة قطعيّ الوقوع لتحقّقه في كلّ نوع (و) جيء بلفظ المضارع مع ½إنْ¼ في جانب السيئة لأنّ (السيئة نادرة بالنسبة إليها) أي: إلى الحسنة المطلقة (ولهذا) أي: لأجل أنّ السيئة نادرة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229