عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

كقوله تعالى: ﴿ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ ﴾ [التحريم:١٢] وقوله تعالى: ﴿ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ [النمل:٥٥] ومنه ½أبوان¼ ونحوه, ولكونهما لتعليق أمر بغيره في الاستقبال كان كلٌّ من جملتي كلٍّ فعليةً استقباليةً, ولا يُخالَف ذلك لفظًا إلاّ لنكتةكإبراز غير الحاصل في مَعْرِضِ الحاصل لقوّة الأسباب أو كون ما هو للوقوع كالواقع أو التفاؤل أو إظهار الرغبة في وقوعه نحو: ½إن ظفرتُ بحسن العاقبة فهو المرام¼ فإنّ الطالب إذا عظمت رغبته في حصول أمر يكثر تصوّره إيّاه فربما يخيّل إليه حاصلاً وعليه: ﴿ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا ﴾ [النور:٣٣]،...

(كقوله تعالى) في وصف مريم: (﴿وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ) غلب الذكر على الأنثى (و) نحو (قوله تعالى: ﴿ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ) غلب جانب الخطاب على جانب غيبة (ومنه) أي: من التغليب (½أبوان¼) للأب والأمّ (ونحوه) كـ½العمرين¼ لأبي بكر وعمر و½الحسنين¼ للحسن والحسين (ولكونهما) أي: لكون ½إنْ¼ و½إذا¼ موضوعتين (لتعليق أمر) أي: لتعليق حصول مضمون الجزاء (بغيره) أي: على حصول مضمون الشرط (في الاستقبال) متعلِّق بـ½غير¼ لكونه عبارة عن الحصول (كان كلٌّ من جملتي كلٍّ) من ½إنْ¼ و½إذا¼ أي: كلٌّ من الشرط والجزاء جملةً (فعليةً استقباليةً) بأن تصدر بالمضارع (ولا يُخالَف ذلك) أي: لا يجعل الشرط أو الجزاء جملة اسميّة أو فعليّة ماضويّة (لفظًا) فيه إشارة إلى أنّ مخالفة ذلك لا تمكن معنى فإنّ المعنى على الاستقبال على كلّ حال (إلاّ لنكتة) أي: لفائدة, لأنّ مخالفة الظاهر بلا فائدة ممتنعة في باب البلاغة (كإبراز) أي: إظهار (غير الحاصل) وهو الأمر المستقبل (في مَعْرِضِ) أي: في صورة (الحاصل) ولمّا كان هذا الإبراز يحتاج إلى سببٍ أشار إلى بيان الأسباب والعلل في ذلك بقوله (لقوّة الأسباب) كقولك عند انتظام أسباب الاعتمار: ½إن اعتمرت كان كذا¼ (أو) لـ(كون ما هو) آئل (للوقوع كالواقع) كقوله تعالى: ﴿ إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ ﴾ (أو) لـ(التفاؤل) نحو ½إنْ نجحتَ كان كذا¼ (أو) لـ(إظهار الرغبة) من المتكلم (في وقوعه) أي: في وقوع الشرط (نحو: ½إن ظفرتُ بحسن العاقبة فهو المرام¼) أي: المراد, ثمّ بيّن اقتضاءَ إظهارِ الرغبة الإبرازَ المذكورَ بقوله (فإنّ الطالب) أي: الراغب (إذا عظمت رغبته في حصول أمر يكثر تصوّره إيّاه) أي: تصوّر الطالب ذلك الأمرَ (فربما يخيّل) ذلك الأمر (إليه) أي: إلى الطالب (حاصلاً) فيعبّر عنه بلفظ الماضي (وعليه) أي: وعلى التعبير بلفظ الماضي لإظهار الرغبة قولُه تعالى: ﴿ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ (إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا) واعلم أنّ الله تعالى منزّه عن الرغبة فالمراد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229