عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

لقصد استمرار الفعل فيما مضى وقتًا فوقتًا كما في قوله تعالى: ﴿ ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ﴾ [البقرة: ١٥], وفي نحو ﴿ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ ﴾ [الأنعام:٢٧] لتنزيله منزلة الماضي لصدوره عمّن لا خلاف في إخباره كما في ﴿ رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ [الحجر:٢] أو لاستحضار الصورة كما قال الله تعالى: ﴿فَتُثِيرُ سَحَابٗا﴾ [فاطر:٩] استحضارًا لتلك الصورة البديعة الدالّة على القدرة الباهرة، وأمّا تنكيره فلإرادة عدَم الحصر والعهد..........................................

(لقصد استمرار الفعل) أي: فعل الإطاعة (فيما مضى وقتًا فوقتًا) فالمضارع الواقع موقع الماضي أفاد الاستمرار في الماضي و½لَوْ¼ دلّت على انتفاء ذلك الاستمرار فالمعنى أنّ انتفاء عنتكم هو لانتفاء استمراره على طاعتكم (كما) عدل عن اسم الفاعل إلى المضارع لقصد الاستمرار (في قوله تعالى: ﴿ ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ) والأصل ½الله مستهزئ بهم¼ لأنه ردّ على قول المنافقين ½إنما نحن مستهزءون¼ (و) دخول ½لَوْ¼ على المضارع (في نحو) قوله تعالى: (﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ) يا محمّد أو يا من تمكّن منه الرؤية (إِذۡ وُقِفُواْ) أي: الكفار واطلعوا (عَلَى ٱلنَّارِ) لرأيت أمرًا شنيعًا (لتنزيله) أي: لتنزيل الفعل المضارع (منزلة) الفعل (الماضي) فناسبه ½لَوْ¼, وإنما نُزِّلَ منزلتَه (لصدوره) أي: لصدور الإخبار بذلك الفعل (عمّن لا خلاف في إخباره) وهو الله تعالى فكأنه وقع (كما) نزّل المضارع منزلة الماضي لذلك (في) قوله تعالى: (﴿رُّبَمَا يَوَدُّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
) والأصل ½ربما ودّ...إلخ¼ لأنّ الفعل الواقع بعد ½رُبّ¼ المكفوفة بـ½مَا¼ يجب أن يكون ماضيًا على ما التزمه ابن السراج وأبو علي (أو لاستحضار الصورة) عطف على قوله ½لتنزيله¼ أي: العدول إلى المضارع في ½ولو ترى¼ إمّا للتنزيل المذكور وإمّا لإحضار صورةِ رؤية الكفّار موقوفين على النار وصورةِ ودادة إسلامهم لأنّ المضارع يدلّ على الحال الذي من شأنه أن يشاهد (كما قال الله تعالى: ﴿وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ (فَتُثِيرُ سَحَابٗا) فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ﴾ فعدل من ½أثارت¼ إلى ½تثير¼ (استحضارًا لتلك الصورة البديعة الدالّة على القدرة الباهرة) الغالبة لكلّ شيء فإنّ إثارة السحاب مسخّرًا بين السماء والأرض على التبدلات المختلفة من كونه متصل الأجزاء ومنقطعها متراكمًا أو غير متراكم بطيئًا أو سريعًا بلون السواد أو البياض أو الحمرة إلى غير ذلك من بدائع القدرة (وأمّا تنكيره) أي: تنكير المسند (فـ) هو (لإرادة عدَم الحصر) أي: لإفادة عدَم حصر المسند في المسند إليه (و) إرادة عدَم (العهد) والتعيين في المسند فإنّ الحصر والعهد يستفادان من التعريف فيستفاد من التنكير عدمهما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229