عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

قال السكّاكيّ أو للتعريض نحو: ﴿ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾ [الزمر:٦٥], ونظيره في التعريض: ﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي ﴾ أي: وما لكم لا تعبدون الذي فطركم بدليل ﴿وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [يس:٢٢]، ووجه حسنه إسماع المخاطَبين الحقَّ على وجهٍ لا يزيد غضبَهم وهو ترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل أو يُعِينُ على قبوله لكونه أدخلَ في إمحاضِ النصح حيث لا يُرِيد لهم إلاّ ما يريد لنفسه، و½لَوْ¼ للشرط في الماضي مع القطع بانتفاء الشرط فيلزم عدمُ الثبوت والمضِيُّ في جملتيها، فدخولها على المضارع في نحو﴿ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ ﴾ [الحجرات:٧]

هنا كمال الرضا بإرادتهن التحصّن (قال السكّاكيّ) إبراز غير الحاصل في معرض الحاصل يكون لما ذكر (أو للتعريض) وهو أن ينسب الفعل إلى واحد ويراد غيره (نحو) قوله تعالى: (﴿لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ ) أبرز الإشراك المقطوع بعدَم حصوله في معرض الحاصل تعريضًا بمن حصل منه بأنه قد حبط عمله (ونظيره) أي: نظير ½لئن أشركت¼ (في) مجرّد (التعريض) لا في وضع الماضي موضع المضارع قوله تعالى: (﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي﴾ أي: ومالكم لا تعبدون الذي فطركم) فالمراد الإنكار على المخاطَبين في عدَم العبادة بطريق التعريض لا إنكار المتكلّم على نفسه (بدليل) قوله بعده: (﴿وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ) إذ لولا التعريض فالموافق للسياق أن يقول ½وإليه أرجع¼ (ووجه حسنه) أي: وجه كون هذا التعريض حسنًا (إسماع) المتكلّم أولئك (المخاطَبين الحقَّ على وجهٍ) أي: على طريقٍ (لا يزيد) ذلك الوجهُ (غضبَهم و) ذلك الوجه (هو ترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل) فإنّ المتكلم نسبهم إليه تعريضًا (أو) على وجهٍ (يُعِينُ) ذلك الوجهُ (على قبوله) أي: على قبول الحقّ (لكونه) أي: لكون ذلك الوجه (أدخلَ) أي: أنفذ (في إمحاضِ) أي: إخلاصِ (النصح حيث) أَظهَر لهم أنّ المتكلّم (لا يُرِيد لهم إلاّ ما يريد لنفسه) وهذا الوجه يكون في غاية القبول (و½لَوْ¼) أصلها أن تكون (للشرط) أي: لتعليق حصول مضمون الجزاء على حصول مضمون الشرط (في الماضي) متعلِّق بالحصول الثاني لتضمّن لفظ ½الشرط¼ إيّاه (مع القطع بانتفاء) مضمون جملة (الشرط) فيكون مضمون جملة الجزاء أيضًا قطعيَّ الانتفاء فـ½لَوْ¼ تدلّ على أنّ انتفاء الثاني هو لانتفاء الأوّل نحو ½لو جئتني أكرمتك¼ (فيلزم عدمُ الثبوت والمُضِيُّ في جملتيها) أي: يجب أن تكون كلتاهما فعليّة ماضويّة لأنّ الثبوت ينافي التعليق والاستقبال ينافي المضيّ (فدخولها) أي: دخول ½لَوْ¼ (على المضارع في نحو) قوله تعالى: ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ( لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ) أي: من الوقائع (لَعَنِتُّمۡ) أي: لوقعتم في المشقّة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229