(و) لـ(نفي ما سواه) أي: سوى ما يذكر بعده نحو ½إنما زيد قائم¼ فهو لإثبات القيام ونفي ما سواه من القعود ونحوه,كما هو مفاد ½ما زيد إلاّ قائم¼ فكون مفادهما واحدًا يدلّ على أنه متضمّن معناهما (ولصحّة انفصال الضمير معه) أي: وبدليل أنه يصحّ الإتيان بالضمير منفصلاً مع ½إنمّا¼ مثل ½إنما ينام أنا¼ وانفصالُ الضمير إنما يصحّ إذا تعذّر اتصاله بعامله ولا تعذّر هنا إلاّ بأن يكون المعنى: ½ما ينام إلاّ أنا¼ فيقع الفصل بين الضمير وعامله فلا يمكن الاتصال, ثمّ استشهد على صحّة هذا الانفصال بقول من يستشهد بكلامه فقال مصرِّحًا باسمه (قال الفرزدق: أَنَا الذَائِدُ) أي: الدافع (الْحَامِي الذِمَارِ) خبر ثانٍ, والإضافة لفظيّة, والحامي الحافظ, والذِمَار ما يلام الإنسان على عدم حمايته (وَإِنَّمَا * يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ) أي: عن أعراضهم (أَنَا أَوْ) يدافع (مِثْلِيْ) فانفصال الضمير مع ½إنما¼ هنا يدلّ على جوازه (ومنها) أي: ومن طرق القصر (التقديم) أي: تقديم ما حقّه التأخير (كقولك في قصره) أي: في قصر الموصوف (½تميميّ أنا¼) فيه تقديم الخبر على المبتدأ (وفي قصرها) أي: في قصر الصفة (½أنا كفيتُ مهمّك¼) فيه تقديم الفاعل المعنويّ (وهذه الطرق) الأربع المذكورة تتحد في إفادة القصر و(تختلف من وجوهٍ فدلالة الرابع) أي: فالوجه الأوّل أنّ دلالة الطريق الرابع على القصر (بالفحوى) أي: بمفهومِ الكلام (و) دلالة الطرق الثلاث (الباقيةِ) عليه (بـ) سبب (الوضع) لأنّ الواضع وضعها لمعانٍ يُجزَم عند ملاحظتها بالقصر (والأصل) أي: والوجه الثاني أنّ الكثير (في) الطريق (الأوّل) أي: العطف (النصّ على المثبت و) على (المنفيّ) أي: التصريحُ بهما (كما مرّ) في أمثلته (فلا يترك) النصّ عليهما لشيء (إلاّ لـ) أجل (كراهة الإطناب) لغرضٍ من الأغراض (كما إذا قيل) لك (½زيد يعلم النحو والتصريف والعروض¼ أو) قيل لك (½زيد يعلم النحو وعمرو وبكر¼ فتقول في) ردّ (هما: ½زيد يعلم النحو لا غيرُ¼) أي: لا غيرَ النحو من التصريف والعروض أو لا غيرُ زيد من عمرو وبكر