(شيءٌ بـ½إلاّ¼) متعلِّق بـ½أوجِب¼ (جاء القصر) لأنّ ما سوى ذلك الشيء المُوجَب يبقى على صفة الانتفاء, ووجه إفادة النفي والاستثناء الغير المفرّغ القصرَ فبيِّنٌ لكون المنفيِّ العامِّ مذكورًا فيه (و) القصر (في ½إنما¼ يؤخّر) فيه (المقصور عليه) لأن الجزء الأخير يكون بمنزلة الواقع بعد ½إلاّ¼ (تقول) في القصر على المفعول: (½إنما ضرب زيد عمرًا¼) وفي القصر على الفاعل: ½إنما ضرب عمرًا زيد¼ (ولا يجوز) في ½إنما¼ (تقديمه على غيره) أي: تقديم المقصور عليه على غير المقصور عليه (للالتباس) أي: للزوم التباس المقصور عليه بغيره على تقدير التقديم فإن قيل في القصر على المفعول: ½إنما ضرب عمرًا زيد¼ التبس المقصور عليه بغيره وانقلب الحصر المطلوب (و) لفظ (½غير¼ كـ) لفظ (½إلاّ¼ في إفادةِ القصرين) أي: قصرِ الموصوف وقصرِ الصفة نحو ½لا إله غير الله¼ و½ما زيد غير شاعر¼ و½ما قام غير زيد¼ (و) في (امتناعِ مجامعة ½لاَ¼) العاطفة؛ لأنّ شرط المنفيّ بـ½لاَ¼ أن لا يكون منفيًّا قبلها بغيرها كما مرّ فلا يقال ½ما زيد غير شاعر لا كاتب¼ (الإنشاء) قد يطلق على الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب وقد يطلق على إلقاءِ مثل هذا الكلام وإيجادِه والمراد هنا الثاني, وهو على قسمين: طلب وغير طلب كأفعالِ المقاربة والمدح والذمّ والتعجّب وصيغِ العقود والقسمِ و½رُبَّ¼ و½كَمْ¼ الخبرية, وإنما يبحث هنا عن الأوّل ولذا قال: (إن كان) أي: الإنشاء (طلبًا استدعى) أي: اقتضى (مطلوبًا) لأنّ الطلب نسبة بين الطالب والمطلوب فالطلب بدون أن يكون مطلوب يستحيل عن العقل (غيرَ حاصلٍ) صفة ½مطلوبًا¼ (وقتَ الطلَب) ظرف لـ½حاصل¼؛ لأنه يمتنع طلب الحاصل ولذلك حمل طلب الإيمان والتقوى على طلب دوامهما في قوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا  ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ ﴾ [النساء:١٣٦] و﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ﴾ (وأنواعه) أي: أنواع الطلب (كثيرة منها) أي: من أنواع الطلب (التمنّي) أي: طلب حصول الشيء على وجه المحبّة (واللفظ الموضوع له) أي: للتمنّي (½لَيْتَ¼ ولا يشترط) في التمنّي (إمكان المتمنَّى) بل يجوز أن يكون مستحيلاً (تقول ½ليت الشباب يعود¼) فعود الشباب يستحيل عادة, نعم! يشترط أن لا يكون واجبًا؛ لأنه حاصل ويمتنع طلب الحاصل (وقد يُتمنَّى) مجازًا