للمسلم أن يعْمَلَ بالأسباب التي تُوْصِلُ إلى خَيْرَيِ الدّنيا والآخرةِ ويحترزَ من جميعِ الأسباب التي توصِلُ إلى النّار، وقد جاء في رجلٍ مِمَّن كان يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْج أنّه اُحتُضِر فقيل له: قُل: لا إلهَ إلاّ اللهُ، فقال: شَاهَك، ثم ماتَ فَغَلَبَ على لسانه ما كان يَعْتادُه في حال حياته من اللَّعِب بها، فقال ذلكَ اللَّغْوَ الْباطِلَ عِوَضَ كلمَةِ الإخلاصِ ونظيرُ ما ذُكِرَ عَن هَذا الْمَختُومِ لهُ بقوله: [شَاهكَ] ما جاء عن إنسان كان يُجالِسُ شَرَبَةَ الْخَمرِ، فلمَّا اُحتُضِرَ لُقِّنَ الشَّهادَةَ فقال لمن يُلَقِّنُهُ: اشْرَبْ وَاسْقِنِي ثُمَّ مات فلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم.
وهكذا مَن عظم معه شرّه تتعَذَّرُ توبَتُه ويُخْشى عليه من سوء الخاتمة وهذا من خَذلانِ الشيطان للإنسان عند الموت، فإنّ هَذه المعرَكةُ هي مَعْرَكَتُه الأَخيرةُ. وعن سفيانَ الثَّوريّ رضي الله تعالى عنه أنّه خَرَجَ إلى "مكّة" حاجًّا فكان يَبْكي من أوّلِ اللّيلِ إلى آخرِه في المحملِ، فقال له شيبانُ الراعي: يا سفيانُ لِم بكاؤُك ؟ إن كان لأجلِ