عنوان الكتاب: أسباب سوء الخاتمة

ولكنّه تَكبَّرَ على أمرِ الله له بالسّجودِ وكَفَرَ، وهو يُريدُ أن يأخُذَ معه بني آدمَ إلى النّار ويُحرِّف الإنسانَ ويُعوِّقه عن الاستجابة للحقِّ حتَّى إنَّه يشدِّدُ عليه في ساعةِ الرّحيلِ ويُشَكِّكُه في أصلِ الدّينِ ويُخَيِّلُ إليه خيالات باطلةً كما قال سيّدُ الأنام ومصباحُ الظَّلام وحبيبُ المَلِك العلاّمِ عليه أفضلُ الصّلاة والسّلام: «أنّ العبدَ إذا كان عند الموت قَعَدَ عنده شيطانان ، الواحدُ عن يمينه والآخرُ عن شماله فالذي عن يمينه على صِفَةِ أبيهِ يقول له: يا بُنيّ ! إنّي كنتُ عليك شفيقًا ولك مُحِبًّا ولكن مُتْ على دينِ النّصارى فهو خيرُ الأديانِ ، والذي على شماله على صفة أُمِّه تقول له: يا بنيَّ! إنّه كان بَطَني لكَ وِعاءٌ و ثَدْيي لك سِقاءٌ و فَخِذِي لك وِطاءٌ ولكن مُتْ على دينِ اليهودِ وهو خير الأديانِ»([1]).

أيّها المسلمون: في حالة الاحتضارِ يكونُ الإنسانُ أَضْعَفَ وفي نفسِ الوقت يكونُ الشّيطانُ عليه أقْوى؛ لأنّ



 ([1]) ذكره القرطبي في "التذكرة"، باب ما جاء أنَّ الميت يحضر الشيطان عند موته وجلساؤه في الدنيا... إلخ، ١/٣٨، [المكتبة الشاملة].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26