وقَال الإمام الْغَزالِيُّ رحمه الله تعالى: عند استقرارِ النفس في التَّرَقّي والارتفاعِ يُعْرَضُ عليه الفِتَنُ، وذلك أنّ إبليسَ قد أنْفَذَ أعوانَه إلى هذا الإنسان خاصَّةً واستعمَلَهم عليه ووكَّلَهم به فيأتون المرء وهو في تلك الحال فيَتَمَثَّلون له في صورة من سَلَف من الأحبّاء الْمَيِّتين الباغينَ له النُّصْحَ في دارِ الدّنيا كالأب والأُمِّ والأَخِ والأُخت والصَّدِيقِ الْحَميمِ فيقول له: أنتَ تموتُ يا فلانُ ونحن قد سَبَقْناكَ في هذا الشّأن فَمُتْ يهوديًّا فهو الدّين الْمَقبولُ عند الله، فإن انصَرَفوا عنه وأبَى جاءَه آخرون وقالوا له: مُتْ نصرانيًّا فإنَّه دينُ المسيحِ ونُسِخَ به دينُ موسى ويَذْكُرون له عقائدَ كلِّ مِلَّة، فعند ذلك يَزِيغُ اللهُ من يُرِيدُ زَيغَه([1]).
إخوَاني الْمُسلمين قَال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أيّها الناس اتَّقُوا هذا الشرك فإنَّه أَخفَى من دَبِيبِ النملِ» فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نَتَّقيه وهو