المعصيةِ فلا تَعْصِه، فقال سفيانُ: أمّا الذّنوبُ فما خَطَرَتْ ببالي قَطّ صغيرُها ولا كبيرُها، وليس بُكائي يا شيبانُ من أجلِ المعصية، ولكن من خوفِ الخاتمة؛ لأنّي رأيتُ شيخًا كبيرًا كَتَبْنا عنه العلمَ وعَلَّمَ النّاسَ أربعين سنةً، وجاوَرَ بيتَ الله الحرامِ سنين، وكانت تُلْتَمَسُ بَركتُه ويُسْتَسْقى به الغيثُ، فلمَّا ماتَ تَحَوَّلَ وجهُه عن القبلةِ وماتَ إلى الشرق كافرًا فما أخافُ إلاّ من سوء الخاتمة، فقال له: إنّ ذلك من شُؤْمِ المعصيةِ والإصرار على الذّنوب، فلا تَعْصِ رَبَّك طَرْفَةَ عينٍ([1]).فينبغي للمسلم أن يخافَ من سوء الخاتمة ولا يَعْجَب بعلمه وعمله ولا يأمَنُ مَكْرَ الله، فإنّه لا يَدري أيَسْلَمُ له الإيمانُ عند الموت أم لا؟ ويَسأل اللهََ حسنَ الخاتمة بالإيمانِ، فإنّ الشيطانَ كان عَبَدَ اللهَ ثمانين ألفَ سنةٍ فَلم يَتْرُكْ موضعَ قدمٍ إلاّ وسَجَدَ لله تعالى فيه سجدةً،