وقد أخرج البخاري في كتاب الرقاق بهذا اللفظ: أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا صارَ أهلُ الجنّةِ إلى الجنّةِ وأهلُ النّارِ إلى النّار جِيءَ بالموت حتّى يُجْعَلَ بين الجنّة والنّار ثم يُذْبَحُ ثم يُنادِي مُنادٍ: يا أهلَ الجنّة لا موتَ ويا أهلَ النّارِ لا موتَ ، فيَزْدادُ أهلُ الجنّةِ فَرَحًا إلى فرَحِهم ويزداد أهلُ النّار حُزْنًا إلى حُزْنهم»([1]).
واعلَموا أيّها المسلمون أنَّ سيِّدَ الأوّلين والآخِرين وحبيبَ ربِّ العالَمين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم كان يَتَفَكَّرُ في حِفْظِ إيمان المسلمين ويَبْكي بُكاءً شديدًا من الخوف على إيمانهم كما حُكِيَ أنّ إبليسَ عليه اللَّعنةُ تَمَثَّلَ للنبيِّ عليه الصلاة والسلام يومًا وبيدِه قارُوْرَةُ ماءٍ فقال: أبِيْعُه بإيمانِ النَّاس حالةَ النَّزعِ، فبكى النّبيُّ صلّى الله تعالى