عنوان الكتاب: القول الحقيق بفضائل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه

الإعراض عن الدنيا

 

عن سيدنا زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله تعالى عنه قال: كُنَّا مَعَ سيدنا أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ إِذَا اسْتَسْقَى فَأَتَى بِمَاءٍ وَعَسَلٍ فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ بَكَى وَانْتَحَبَ حَتَّى ظَنَنَّا بِهِ شَيْئًا وَلَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمَّا فَرَغَ قُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ؟

قال: بَيْنَمَا أَنَا مَعُ رَسُولِ اللهِ إِذْ رَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا وَلَا أَرَى شَيْئًا.

فقلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الَّذِي رَأَيْتُكَ تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ وَلَا أَرَى شَيْئًا؟

قال : «الدُّنْيَا تَطَاوَلَتْ لِي، فَقُلْتُ: إِلَيْكِ عَنِّي، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِمُدْرِكِي».

فَشَقَّ عَلَيَّ وَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ خَالَفْتُ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ وَأَدْرَكَتْنِي الدُّنْيَا[1].


 

 



[1] "مسند البزار"، مسند زيد بن أرقم، ١ / ١٩٦، (٤٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26