عنوان الكتاب: مهالك المعاصي وعواقب الذنوب

ومن البديهي أنّ الذي سينال حسنات الآخَرين هو من کُسِرَ قلبُه فظُلِمَ وأُوذِي وأُكِلَ حقُّه في الدّنیا، هكذا المظلوم والمتألّم في الدنيا، هو في خير وبركة يوم القيامة.

قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله تعالى: إخواني! إلى كم تماطلون بالعمل؟ وتطمعون في بلوغ الأمل، وتغترّون بمنحة المهل، ولا تذكرون هجوم الأجل؟ ما ولدتُم فللتراب، وما بَنَيتُم فللخراب، وما جمعتُم فللذهاب، وما عملتُم ففي كتاب مدّخر ليوم السحاب[1].

قصّة غريبة في خشية الله تعالى

أيها الأحبّة! آه! مِن عذاب النّار الرهيب يجب أنْ نتخلّى عن أسبابه ونبتعد عنها وهي المعاصي والآثام، وإلّا فلا يمكن لنا مواجهة غضب الله وعذابه الشديد، يجب علينا أنْ نخافه ونندم على معاصينا السابقة، عسى الله أنْ يرزقنا ذلك، هيّا لنستمع إلى قصّة في هذا الصدد:

قال سيدنا عطاء رحمه الله تعالى خرجنا مع عتبة الغلام، وفينا كهول وشبان يصلّون صلاةَ الفجر بطهور العشاء، قد توّرمتْ أقدامهم مِن طول القيام، وغارتْ أعينُهم في رؤوسهم، ولصقتْ جلودُهم على عظامهم، وبقيتِ العروقُ كأنّها الأوتار يصبحون كأنّ جلودهم قشور البطيخ، وكأنّهم قد خرجوا من القبور يخبرون كيف أكرم الله


 

 



[1] "بحر الدموع"، الفصل الثاني: احذروا هجوم الأجل، ص ۴۲.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30