عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

قال: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ سيدنا رَسُولِ اللهِ [1].

أيها الأحبّة الكرام! الأمر يحتاج إلى تأمّل ومقارنة! كيف كان هؤلاء السلف الصالح يحترمون ويتأدّبون مع المسجد بشكلٍ عجيبٍ! وأمّا نحن فقد جهلنا آداب المساجد تمامًا، ونتكلّم بالعبث فيها بل قد يتحدّث بعضنا بكلماتٍ بذيئةٍ ومحرّمة في المسجد -والعياذ بالله تعالى-، وهذا النوع مِن الكلام يحدث عادةً في مناسبات النكاح أو يوم التأبين في ثالث يوم الوفاة وما إلى ذلك في المسجد، قليلون هم الذين ينشغلون بالمناسبة أو تلاوة القرآن الكريم، وأمّا الآخرون فيجتمعون إلى زاوية مِن زوايا المسجد ويتكلّمون فيه بكلام الدنيا، ثمّ يبدؤون بالقيل والقال والغيبة والنميمة والسخرية والقهقهة -والعياذ الله تعالى-.

ولنَحذَر أيّها الإخوة الكرام! مِن هذا الموقف السلبي في المساجد وذلك يمكن أنْ يدمّر دنيانا وآخرتنا، كما أنّ المسجد نفسه يشتكي إلى الله تعالى مِن مثل هؤلاء الناس، وقد رُوي: أنّ مسجدًا مِن المساجد ارْتفع إلى السّماء شاكيًا مِن أهله يتكلّمون فيه بكلام الدنيا، فاستَقبَلَتْه الملائكةُ وقالوا: بعثنا بهلاكهم[2].


 

 



[1] "صحيح البخاري"، كتاب الصلاة، باب رفع الصوت...إلخ، ١/١٧٨، (٤٧٠).

[2] "الحديقة الندية"، النوع الأربعون من الأنواع...إلخ، ٢/٣١٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36