قال الله تعالى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي.
وإذا قال: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٣﴾ [الفاتحة: ٣].
قال: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-.
فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٤﴾ [الفاتحة: ٤].
قال: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
فإذا قال: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٥ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٦﴾ [الفاتحة: ٥-٦].
قال: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»[1].
أيّها الأحبّة! قد لاحظتم أنّ لسورةِ الفاتحة فضيلةٌ عظيمةٌ، ولها ٧ آيات، فعندما يقرأ المرءُ آيةً تلو الأخرى يسمعها الله تعالى ويُجيبه أيضًا لكلِّ آية، وقد قال العلّامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله: إِنَّ هذه السُّورة مختصَّةٌ بمُناجاةِ الرَّبِّ تعالى، ولهذا اختصَّت الصَّلاةُ بها، فإنَّ المصلِّي يُناجي رَبَّه، وإنَّما يُناجي العبدُ رَبَّه بأفضلِ الكلامِ وأشرفِه، وهي مقسومةٌ بينَ العبدِ والرَّبِ نصفين، فنصفُها الأوَّل ثناءٌ للرَّبِّ عزَّ وجلَّ، والرَّبُّ تعالى يَسمَعُ مُنَاجَاة العَبدِ له، ويردُّ على المناجِي جوابَه ويسمعُ دعاءَ العبدِ بعدَ الثناءِ ويُجيْبُه إلى سؤالِه، وهذه الخصوصيّةُ ليسَتْ لغيرِها من السُّوَرِ[2].