أيها الإخوة الأعزّاء! لا شكّ أنّ سورة الفاتحة سورة عظيمة، وقد لُخِّص القرآنُ الكريم كلُّه في آياتها، بل جاء في بعض المرويات: أَنَّ مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاة والإنجِيل والزَّبُور والفُرْقَان[1].
ويقول سيدنا الحسن البصري رحمه الله: أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةً وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْدَعَ عُلُومَهَا أَرْبَعَةً مِنْهَا: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، ثُمَّ أَوْدَعَ عُلُومَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ في القُرآنِ، ثُمَّ أَوْدَعَ عُلُومَ الْقُرْآنِ الْمُفَصَّلَ، ثُمَّ أَوْدَعَ عُلُومَ المُفَصَّلِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، فَمَنْ عَلِمَ تَفْسِيرَهَا كَانَ كَمَنْ عَلِمَ تَفْسِيرَ جَمِيعِ كُتُبِ اللهِ الْمُنَزَّلَةِ[2].
سبحان الله! هذه السورةُ جامعة للقرآن كلِّه، وقد جمعت في آياتها السبع العلوم الكثيرة، ولذلك قال الخليفة الرابع سيدنا علي رضي الله عنه: لو شئتُ لأوقرتُ مِن تفسير سبعين بعيرًا مِن تفسير فاتحة الكتاب[3].
وقال الإمام أحمد رضا خان رحمه الله: كم عددًا من الْمَنِّ (يساوي ٤٠ كيلو هذا قدر الوزن معروف في بلاد شبه القارّة الهنديّة) يستطيع الجملُ