عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم اِنْدَهَشَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه لذلك، وحَزِنَ علَيْه حُزْنًا شَدِيْدًا، وَرَثَاه بقوله:

لَمَّا رَأَيْتُ نَبِيَّنا مُتَجَنْدِلاً

ضاقَتْ عَلَيَّ بعَرْضِهنَّ الدُّوْرُ

فَارْتَاعَ قَلْبِي عِنْدَ ذاك لهُلْكِه

وَالْعَظْمُ مِنِّي ما حَييْتُ كَسِيْرُ

يا لَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ مَهْلِكِ صَاحِبِي

غُيِّبْتُ في جَدَثٍ عَلَيَّ صُخُوْر([1]).

أخي الحبيب:

كانَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه قد أَظْهَرَ أُلْفَةً ومَحَبَّةً لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صلّى الله عليه وآله وسلّم وأَكْثَرَ لَهْفَةً وشَوْقًا وحُبًّا له صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم نَسْأَلُ اللهَ عزّ وجلّ أنْ يُوَفِّقَنا لِحُبِّ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وأنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَبْكِي حُبًّا وشَوْقًا إلَيْه.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

نَقَلَ سَيِّدُنا الإمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْجَامِيُّ رحمه الله تعالى في كِتَابِه شَوَاهِدِ النُّبُوَّةِ، فقال: حَدَّثَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه برُؤْيَاه في آخِرِ الأَيَّامِ، فقال: رَأَيْتُ بآخِرِ


 



([1]) ذكره القسطلاني (ت٩٢٣هـ) في "المواهب اللدنية"، ٣/٣٩٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49