كانَ ذلك مُعْجِزَةً لِلنَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وفي هذِه الْقِصَّةِ دَلِيْلٌ وَاضِحٌ على جَوَازِ الاسْتِغَاثَةِ بسَيِّدِ الأَنَامِ عليه أفضل الصلاة والتسليم بعَوْنِ الله وعَطَائِه عِنْدَ الْحَوَائِجِ وَالشَّدَائِدِ وهذا سُنَّةُ الصَّحَابَةِ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
قال سَيِّدُنا الإمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ رحمه الله تعالى: لقدْ خَرَجَ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إلى الْغَارِ ومعَهُ أَبُوْ بَكْرٍ، فجَعَلَ يَمْشِي ساعَةً بَيْنَ يَدَيْه وسَاعَةً خَلْفَه، حتَّى فَطِنَ له رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فقال: «يا أَبَا بَكْرٍ، ما لَكَ تَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيَّ وسَاعَةً خَلْفِي؟»، فقال: يا رَسُوْلَ الله أَذْكُرُ الطَّلَبَ، فأَمْشِي خَلْفَكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ الرَّصَدَ، فأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ، فقال: «يا أَبَا بَكْرٍ، لَوْ كانَ شَيْءٌ أَحْبَبْتَ أنْ يَكُوْنَ بكَ دُوْنِي»، قال: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بالْحَقِّ، ما كانَتْ لِتَكُوْنَ مِن مُلِمَّةٍ، إلاَّ أن تَكُوْنَ بي دُوْنَكَ([1]).