وعن سيّدنا أبي ذرّ رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ!، لأَنْ تَغْدُو فتعلّم آيةً من كتاب الله خيرٌ لك من أن تصلِّي مئة ركعة، ولأن تغدو فتعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل، خيرٌ لك من أن تصلِّي ألفَ ركعة»[1].
وعن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما توفّي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، قلتُ لرجل من الأنصار: يا فلان هلُمَّ، فلنتعلّم من أصحاب رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، فإنّهم اليوم كثير، فقال: العجب والله لك يا ابن عبّاس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم من ترى؟ فترَك ذلك، وأقبلتُ على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائلٌ، فأتوَسَّد ردائي على بابه فتسفي الريحُ على وجهي الترابَ، فيخرج إليّ، فيراني، فيقول: يا ابن عمّ رسول الله، ما لك؟ قلت: حديث، بلغني أنّك تحدّثه عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فأحببتُ أنّ أسمعه منك، فيقول: هلا أرسلت إليّ، فآتيك، فأقول: أنا كنت أحقّ أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني، قد ذهب أصحاب رسول
[1] أخرجه ابن ماجه (ت ١١٣٨هـ) في "سننه"، كتاب العلم، باب فضل العلماء والحثّ على طلب العلم، ١/١٤٢، (٢١٩).