لَيْتَنَا نَحْصُلُ عَلَى جُزْءٍ مِنْ إِيْثَارِ سَيِّدِنا أَبِي ذَرٍّ اَلْغِفَارِيِّ رضي الله تعالى عنه فنَحْنُ لَلأَسَفِ الشَّدِيْدِ لا نُنْفِقُ مِمَّا نُحِبُّ مِنْ أَمْوَالِنا لأنَّ نُفُوْسَنَا شَحِيْحَةٌ ضَنِيْنَةٌ بالْمَالِ، ولا تَأْذَنُ لَنَا في الإنْفَاقِ لعَمَلٍ صَالِحٍ فِيْه الأَجْرُ العَظِيْمُ حَتَّى في نَشرِ الْكُتَيِّبَاتِ الدِّيْنِيَّةِ نَحْنُ نَطْلُبُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ أَنْ يتَصَدَّقَ لنَا بثَمَنِهَا وكَذَلِكَ نُرِيْدُ أَنْ يتَكَفَّلَ لنَا بنَفَقَاتِ السَّفَرِ في سَبِيلِ اللهِ مع قافلةِ المدينةِ ونَنْسَى أَنْفُسَنَا.
أخي في الله:
يَقُوْلُ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ صلّى الله عليه وسلّم: «يَقُوْلُ الْعَبْدُ: مالِي مَالِي إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلاثٌ: ما أَكَلَ فأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فاقْتَنَى وما سِوَى ذَلِكَ فهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ»[1]. وعَنْ سَيِّدِنا عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله تعالى عنه أَنَّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقولُ: «أَيُّكُمْ مالُ وَارِثِه أَحَبُّ إلَيْه مِنْ مَالِه؟» قالُوْا: يا رَسُوْلَ الله، ما مِنَّا أَحَدٌ إلاَّ مَالُه أَحَبُّ إلَيْه قالَ: «فإنَّ مالَه ما قَدَّمَ، ومَالَ وَارِثِه ما أَخَّرَ»[2].