لقَدْ ضَرَبَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ في الإيْثَارِ والحِرصِ عَليه لأنَّهم كَانوا يَعلَمونَ أَنَّه مَنْ يُنْفِقُ في سبيلِ الله من أَطْيَبِ مالِه ومِمَّا يُحِبُّ مِنْ مالِه فلَهُ أَجْرٌ عَظِيْمٌ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران: ٣/٩٢]. يَقُوْلُ صَدْرُ الأَفَاضِل نَعِيْمُ الدِّيْن الْمُرَاد آبادِي رحمه الله تعالى في تَفْسِيرِ هذه الآيةِ:
قالَ سَيِّدُنا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رحمه الله تعالى: «كُلُّ ما يُنْفِقُهُ الْمُسْلِمُ مِنْ مالِه مِمَّا يَبْتَغِي به وَجْهَ اللهِ تعالى ويَطْلُبُ ثَوَابَه منه ولو كان تَمرَةً، فإنَّه يَدْخُلُ في هذه الآيَةِ»[1].
كان سَيِّدُنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ رضي الله تعالى عنه يَشْتَرِي أَعْدَالَ السُّكَّرِ ويَتَصَدَّقُ بِها فقِيْلَ لَه: لِمَ لا تَتَصَدَّقُ بِثَمَنِها؟ قالَ: «لأَنَّ السُّكَّرَ أَحَبُّ إِلَيَّ فأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَ مِمَّا أُحِبُّ»[2].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد