الشَّيْخُ الإمامُ أَحْمَدُ رِضَا خَان رحمه الله تعالى في الْفَتَاوَى الرَّضَوِيَّةِ: كان الإمام محمد باقر رحمه الله تعالى قد صَنَعَ ذاتَ مرَّةٍ لِنَفْسِه عَبَاءَةً جَمِيْلَةً، فلَمَّا دَخَلَ الْخَلاَءَ أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بها، فدَعَا خَادِمًا في نَفْسِ الْوَقْتِ وأَمَرَه بإعْطَائِهَا إلى الْفَقِيْرِ، فلَمَّا خَرَجَ من الْخَلاَءِ قال له الْخَادِمُ: مَا حَمَلَكَ على ما تَعَجَّلْتَ بِالتَّصَدُّق قال: خِفْتُ أَنْ يَتَقَلَّبَ قَلْبِي إذا خَرَجْتُ مِنَ الْخَلاَءِ[1].
أخي الحبيب:
لقد كان السَّلَفُ الصَّالِحُ رحمهم الله تعالى يُسَارِعُوْن إلى الْخَيْرَاتِ، والأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ تَقَلُّبِ الْقُلُوْبِ، فإِذا مَا عَزَمَ الإنسانُ عَلى فِعلِ شَيءٍ فيهِ خَيْرٌ وطاعةٌ فَلْيَمْضِ فيه ولا يتَرَدَّدْ، لأَنّه لا يَدْرِي فرُبَّمَا تَوَانَى، وكَسِلَ، ففَاتَه خَيْرٌ كَثِيْرٌ، فقد قالَ الْحَبِيْبُ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «بادِرُوْا بالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ»[2]. ولكن في أَيَّامِنَا هذه نَجِدُ بَعْضَ النَّاسِ لَلأَسَفِ قَلَّما يُنْفِقُوْنَ أَمْوَالَهُم في سبيلِ الله ومَنْ يُنْفِقُ فإنّه يُنْفِقُهَا