وقد يُشْكِلُ على بَعْضِ النَّاسِ ويَتَوَهَّمُ: أنّ خَتْمَ القرآنِ أوْ الزَّبُوْرِ، كَيْفَ يُمْكِنُ أَن يَتِمَّ في يَوْمٍ واحِدٍ، أوْ في ساعَةٍ واحِدَةٍ؟!، فالْجَوابُ لِهَذا أخي: أنّ ذلك مُعْجِزَةُ سيدِنا دَاوُدَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكرَامَاتُ الأَوْلِيَاء الكِرَام رَحِمَهُم اللهُ تعالى والأَمْرُ الْخَارِقُ لِلْعادَةِ: فهو بالنِّسْبَةِ إلى النَّبيِّ الْكَرِيْمِ مُعْجِزَةٌ وأَمَّا بالنِّسْبَةِ إلى الوَلِيِّ، فهو كَرَامَةٌ[1].
على الْمُسْلِم أَنْ يَقْرَأَ القرآنَ مُرتِّلاً، مِنْ غَيْرِ عَجَلَةٍ، مَعَ مُرَاعَاةِ أَحْكامِ التَّجْوِيْدِ لكِنْ مَعَ الأَسَفِ الشَّدِيْدِ، إذَا اِلْتَزَمَ الإمامُ بقِرَاءَةِ القُرآنِ بِطُمَأْنِيْنَةٍ مِنْ غَيْرِ عَجَلَةٍ وَأَعْطَى كُلَّ حَرْفٍ حَقَّه، لَمْ يُصَلِّ النَّاسُ خَلْفَه، لأنّهم يُحِبُّوْنَ أنْ يُصَلّوا التَّراوِيْحَ خَلْفَ رَجُلٍ يَقْرَأُ القرآنَ بِسُرْعَةٍ، فعلى الْمُسْلِم أنْ يَعْلَمَ أنّ اللَّحْنَ في الإعرَاب، يَحْرُمُ، إذَا تَغَيَّرَ الْمَعنَى تَغَيُّرًا فَاحِشًا، فمَنْ تَرَكَ حَرْفًا من القرآنِ، بِعَجَلَةٍ أوْ لَمْ يُخْرِجْ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ مَخْرَجِه فكانَ تارِكًا لسُنَّةِ خَتْمِ القرآنِ ومَنْ أَخْطَأَ في حَرْفٍ مِن القرآنِ أَثْنَاءَ القِراءَةِ فعَلَيْه أنْ يُعِيْدَ هذا الحرفَ ويَقْرَأَه قِراءَةً صَحِيْحَةً وهذا مِمَّا يَغْفُلُ عنه كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس، فعلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَقْرَأَ القرآنَ الكَريمَ على يَدِ قَارِئٍ، مُجَوِّدٍ، مَعَ مُرَاعَاةِ أَحْكامِ التَّجْويد، وقد نَقَلَ صَدْرُ الشَّريعَة، بَدْرُ الطَّريقَة مولانا محمد أَمْجَد عليّ الأَعْظَمِي رحمه اللهُ تعالى، فقالَ:
«يَقْرَأُ في الفَرْضِ بِالتَّرَسُّلِ حَرْفًا حرفًا، وفي التَّراويحِ بَيْنَ التَّرَسُّلِ والإسراعِ، وفي النَّفْلِ لَيْلاً، لَهُ أَنْ يُسْرِعَ بعد أَنْ يَقْرَأَ، كمَا يَفْهَمُ، أَيْ: