والآخِذُ، وإنْ كانَت الأُجْرَةُ مَعْلُوْمَةً، كَأُجْرَةِ العُمَّالِ الأَجِيْرِيْنَ، وأُجْرَةِ السَّيَّارَاتِ، وذلك مَعْلُومٌ في النِّهَايَةِ، فلا حاجَةَ هُنَا إلى تَحْدِيْدِ الأُجْرَةِ، ولكن لا يَجُوْزُ لِلْمُسْتَأْجِرِ: أنْ يَقُوْلَ لِلأَجِيْرِ وَقْتَ العَقْدِ: «نُعْطِيْكَ القَدْرَ الْمُنَاسِبَ مِن الْمَالِ، ونُرْضِيْكَ»، بَلْ يَجِبُ تَحْدِيْدُ الأُجْرَةِ قَبْلَ بَدْءِ عَقْدِ الإجَارَةِ، ويُشْتَرَطُ في اِعْتِبَارِ الأَجْرِ الْمُسَمَّى، رِضَا الأَجِيْرِ، والْمُسْتَأْجِرِ، فإذَا رَضِيَ الْمُتَعَاقِدَانِ بِأُجْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ كانَتْ هذه الأُجْرَةُ هي الأَجْرُ الْمُسَمَّى، ويَجُوْزُ الآنَ أنْ يَدْفَعَ الْمُسْتَأْجِرُ أَكْثَرَ مِنْها إلى الأجير، بِدُوْنِ مُطَالَبَتِه وأمّا مَنْ يَتلُو القرآنَ أوْ يَقْرَأُ الأنَاشِيْدَ الإسلاميَّةَ والْمَدَائِحَ النَّبَوِيَّةَ، فعَلَيْه أَنْ لا يَأخُذَ شَيئًا على ذلك، وإنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَالاً على تِلاوَةِ القرآنِ والإنْشَادِ فلا بُدَّ أَنْ يَحْصُلَ بِطَرِيْقٍ مَشْرُوْعٍ، ذَكََرَه الشَّيْخُ الإمامُ أَحْمَدُ رضا خان رحمه الله تعالى أَيْضًا، ومَنْ لَمْ يَكُنْ مُعْسِرًا، فيُسْتَحْسَنُ له أَنْ لا يَأْخُذَ شَيْئًا على تِلاوَةِ القرآن والإنْشَادِ بِطَرِيْقٍ مَشْرُوعٍ أَيْضًا، فمَنْ كانَ عَمَلُه خَالِصًا لله تعالى فثَوَابُه عَظِيمٌ، وجَزَاؤُه كَبِيْرٌ ولكن مَنْ لَمْ يَأخُذْ شَيْئًا كانَ على خَطَر عَظِيْمٍ، وقد يَصْعُبُ عليه التَّخَلُّصُ مِنَ الرِّيَاءِ والعُجْبِ والكِبْرِ، فالأَفْضَلُ له أََنْْْ يَأْخُذَ الْمَالَ بطَرِيْقٍ مَشْرُوْعٍ، ثُمَّ يَتَصَدَّقَ ذلك سِرّاً، ولا يُجَاهِرُ بصَدَقتِه، وإلاّ يَتَعَذَّرُ عليه اِجْتِنابُ الرِّيَاءِ، فالأَحْسَنُ أن لا تَعْلَمَ شِمَالُه، ما تُنْفِقُ يَمِيْنُه.
مَنْ أَرَادَ خَتْمَ القرآنِ الكَرِيمِ في التَّراوِيح، فعلَيْه أَنْ يَخْتِمَ القرآنَ كلَّه، ويُكْمِلَهُ في لَيْلَةِ السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ، بِخُشُوْعٍ وخُضُوْعٍ، ويَتَذَكَّرَ تَقْصِيْرَهُ في قِرَاءةِ القرآنِ، والاستِمَاعِ إلَيْه، مُسْتَشْعِرًا، بأنّه لَمْ يُحَقِّقْ