يُصَلُّوْنَ بِصَلاَةِ قَارِئِهم، قال أميرُ المؤمنين عُمَرُ رضي الله تعالى عنه: «نعْمَ الْبِدْعَةُ هذِه»[1].
أخي الحبيب:
صَلاةُ التَّرَاوِيْحِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، مَشْرُوْعَةٌ، سَنَّها رَسُوْلُ الله صلَّى اللهُ تعالى عليه وآله وسلّم ولَمْ يُدَاوِمْ علَيْها، خَوْفًا على الأُمّةِ مِنْ أَن تُفْرَضَ عليهم فتَرَكَ فُرْصَةً لِلْمُؤْمنين بِأَنْ يَأْتِيَ أحَدُهُمْ في الإسلامِ بِسُنَّةٍ حَسَنَةٍ، لَهَا أَصْلٌ في الشَّرْعِ، وكان سَيِّدُنا أمير المؤمنين عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي اللهُ تعالى عنه، جَمَعَ النَّاسَ في صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ، على إمامٍ وَاحِدٍ، ولَمْ يَتَخَرَّجْهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِه ولَمْ يَأْمُرْ بِه إلاَّ بِنَاءً على أَصْلٍ مِنْ أُصُوْلِ الدِّينِ لَدَيْهِ، فعَنْ سَيِّدِ الكَائِنَاتِ رَسُوْلِ الله صلّى اللهُ تعالى عليه وآله وسلّم قال: «مَنْ سَنَّ في الإسلاَمِ، سُنَّةً حَسَنَةً فلَهُ أَجْرُهَا، وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بها بَعْدَه مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُوْرِهِمْ شَيْءٌ، ومَنْ سَنَّ في الإسلامِ، سُنَّةً سَيِّئَةً كان عليه وِزْرُهَا ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بها مِنْ بَعْدِه، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزارِهِمْ شَيْءٌ»[2]. قَدْ تَبَيَّنَ مِنْ هذا الْحَدِيْثِ الشريف: أنّه يجوزُ إِحْدَاثُ البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ في الإسلامِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وكَمْ مِنْ مُحْدَثاتٍ حَسَنَةٍ، حَدَثَتْ في عَهْدِ الْخُلَفَاءِ ومَنْ بَعْدَهُم مِنْ التَّابِعِيْنَ، وهي تَنْدَرِجُ تَحْتَ البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ، فمِنْها:
[١]: إِقامَةُ الْجَماعَاتِ في التَّرَاوِيْح: إنّها مِنْ مُحْدَثَاتِ سيدنا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله تعالى عنه، وقال: «إنّها بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ»، لقَدْ ظَهَر