عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

خرشة بن الحر، عن أبي ذرٍّ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذا والأوَّل أتم، قال:

"المنان الذي لايعطي شيئاً إلاَّ منَّة".

4089ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا أبو عامر يعني عبد الملك بن عمرو ثنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التَّغلبي قال: أخبرني أبي، وكان جليساً لأبي الدرداء قال:

كان بدمشق رجل من أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحِّداً قلّما يجالس الناس إنما هو [في] صلاة، فإِذا فرغ فإِنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله، فمرَّ بنا ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولاتضرك قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سرية فقدمت، فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلان فطعن فقال: خذها مني وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد بطل أجره، فسمع بذلك آخر فقال: ما أرى بذلك بأساً فتازعا، حتى سمع [ذلك] رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "سبحان اللّه! لابأس أن يؤجر ويحمد" فرأيت أبا الدرداء سُرّ بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه ويقول: أنت سمعت ذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فيقول: نعم، فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: ليَبْرُكَنَّ على ركبتيه، قال: فمرَّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولاتضرك، قال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لايقبضها" ثم مرَّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولاتضرك، قال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "نعم الرجل خريمٌ الأسديُّ لولا طول جمته وإسبال إزاره" فبلغ ذلك خريماً فعجل فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه، ثم مرَّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولاتضرك فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتَّى تكونوا كأنكم شامةٌ في الناس فإِن اللّه لايحب الفحش ولا التفحش".

قال أبو داود: وكذلك قال أبو نعيم، عن هشام قال: حتى تكونوا كالشامة في الناس.

29- باب ما جاء في الكبر

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620