عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

هذا؟ فتجهَّمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يارسول اللّه، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا اللّه تعالى أيكون بعده شرٌ كما كان قبله؟ قال: "نعم" قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: "السيف" [قال قتيبة في حديثه قلت: وهل للسيف يعني من بقية؟ قال: نعم. قال: قلت ماذا؟ قال هدنة على دخن قال: ] قلت: يارسول اللّه، ثم ماذا يكون؟ قال: "إن كان للّه تعالى خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاضٌّ بجذل شجرةٍ" قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال معه هرٌ ونارٌ، فمن وقع في ناره وجب أجره وحطَّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحطَّ أجره" قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم هي قيام الساعة".

4245ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث قال:

قلت: بعد السيف؟ قال: "بقيةٌ على أقذاء ، وهدنةٌ على دخنٍ" ثم ساق الحديث قال: وكان قتادة يضعه على الرِّدة التي في زمن أبي بكر "على أقذاءٍ" يقول: [على] قَذًى و"هدنة" يقول: صلح "على دخنٍ" على ضغائن.

4246ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي قال: ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد، عن نصر بن عاصم الليثي قال:

أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو ليث، أتيناك نسألك عن حديث حذيفة.

[قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة، قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي، فأذن لنا فقدمنا الكوفة، فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإِذا قامت السوق خرجت إليك، قال: فدخلت المسجد فإِذا فيه حلقة كأنما قطعت رءُوسهم يستمعون إلى حديث رجل، قال: فقمت عليهم، فجاء رجل فقام إلى جنبي، قال: فقلت: من هذا؟ قال: أبِصْريٌ أنت؟ قال: قلت: نعم، قال: قد عرفت ولو كنت كوفياً لم تسأل




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620