وسلم يقول: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهدٌ في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوماً على ذنبٍ فقال له: أقصر، فقال: خلِّني وربِّي، أبعثت عليَّ رقيباً؟ فقال: واللّه لا يغفر اللّه لك أو لا يدخلك اللّه الجنة فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً؟ أو كنت على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار: قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
4902ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن علية، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما من ذنبٍ أجدر أن يعجل اللّه تعالى لصاحبه العقوبة في الدُّنيا، مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم".
52- باب في الحسد
4903ـ حدثنا عثمان بن صالح البغدادي، ثنا أبو عامر يعني عبد الملك بن عمرو ثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة،
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إياكم والحسد؛ فإِنَّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" أو قال: "العشب".
4904ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة حدّثه
أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإِذا هو يصلي صلاةً خفيفة دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريباً منها، فلما سلّم قال أبي: يرحمك اللّه! أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شىء تنفَّلته قال: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما أخطأت إلا شيئاً سهوت عنه فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: "لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإِن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد اللّه عليهم؛ فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}" [ثم غدا من الغد فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: ننعم،