عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الخامس

-إن الله عز وجل ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قالوا: يا رسول الله وما وقوع الحجاب قال: إن تموت النفس وهي مشركة.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا علي بن عياش وعصام بن خالد قالا: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم عن أسامة بن سليمان وقال عصام عمر بن نعيم العنسي أن أبا ذر حدثهم وقالا:

-يا رسول الله وما وقوع الحجاب إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل ليغفر لعبده فذكرا مثله.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بنن صامت قال: قال أبو ذر:

-خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام أنا وأخي أنيس وأمنا فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خلفك إليهم أنيس فجاءنا خالنا فنثى عليه ما قيل له فقلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لنا فيما بعد قال: فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا ثوبه وجعل يبكي قال: فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة قال: فنافر أنيس رحلا عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير أنيسا فأتانا بصرمتنا ومثلها وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين قال: فقلت: لمن قال: لله قال: قلت: فأين توجه قال: حيث وجهني الله عز وجل قال: وأصلي عشاء حتى إذا كان من أخر الليل ألقيت كأني خفاء قال أبي: قال أبو النضر: قال سليمان: كأني خفاء حتى تعلوني الشمس قال: فقال أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك قال: فانطلق فراث علي ثم أتاني فقلت: ما حبسك قال: لقيت رجلا يزعم أن الله عز وجل أرسله على دينك قال: فقلت: ما يقول الناس له قال: يقولون أنه شاعر وساحر وكاهن وكان أنيس شاعرا قال: فقال: قد سمعت قول الكهان فما يقول بقولهم وقد وضعت قوله على أقراء الشعر فوالله ما يلتام لسان أحد أنه شعر والله أنه لصادق وإنهم لكاذبون قال فقلت له: هل أنت كافي حتى انطلق فانظر قال: نعم فكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنفوا له وتجهموا له وقال عفان: شيفوا له وقال بهز: سبقوا له وقال أبو النضر: شفوا له قال: فانطلقت حتى قدمت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت: أين هذا الرجل الذي تدعونه الصابئ قال: فأشار إلي قال: الصابئ قال: فمال أهل الوادي عليَّ بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت عني الدم فدخلت بين الكعبة واستارها فلبثت به ابن أخي ثلاثين من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان وقال عفان: أصخيان وقال بهز: أصخيان وكذلك قال أبو النضر فضرب الله على أصمخة أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين فأتتا عليَّ وهما تدعوان أساف ونائل قال: فقلت: أنكحوا أحدهما الآخر فما ثناهما ذلك قال: فأتتا علي فقلت: وهن مثل الخشبة غير أني لم أكن قال: فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان ههنا أحد من أنفارنا قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال: ما لكما فقالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قالا: ما قال لكما قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه حتى استلم الحجر فطاف بالبيت ثم




إنتقل إلى

عدد الصفحات

643