عنوان الكتاب: فائدة الفقر

٧٠/٤]، ويَحْسِبُ بعضُ المؤمنين أنّه كساعةٍ واحدةٍ, قال تعالى: ﴿ فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ ١٠  [المدثر: ٧٤/٩-١٠], فلا تَعارُضَ بين الآياتِ المذكورةِ, إذ يُمكِنُ الْجَمْعُ بينها، ووجهُ الجمعِ أنّ يومَ القِيامةِ كخمسين ألفَ سنةٍ ولكنّه يَخِفُّ على البعضِ حتّى يكونَ عنده كألفِ سنةٍ، وعند البعضِ أقلّ مِن ذلك حتّى أنّ الصّالِحين يَظُنّوْن اليومَ كساعةٍ واحدةٍ, كما أنّ الْمُرتاحَ يَظُنُّ اللّيلةَ قَصِيرةً والْمُتألِّمَ  يَحْسِبُ نفسَ هذه اللّيلةِ طويلةً[1].

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد

الصبر على الفقر

إخوتي الأحباء! إنّ هذه الفضائلَ لمسلمٍ فقيرٍ يَصْبِرُ على فَقْرِه, أمّا مَن كان هَمُّه جَمْعَ المالِ، وحَزِنَ وحَسَدَ برُؤيةِ الأَثرياءِ ونِعَمِهمْ، ولَمْ يَصبِرْ على فَقْرِه فلا يَنالُ هذه الفضيلةَ, وإنْ بالَغَ في عَدَمِ الصَّبرِ فيُمكِنُ أنْ يُقدَّرَ له العيشُ في ذِلّةٍ وخِزيٍ, ولا بُدَّ للفُقَراءِ والْمَنكوبِين أيضاً مِن الْخَشْيةِ والخوفِ مِن تدبيرِ الله الّذِي


 



[1] "مرآة المناجيح", ٧/٦٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31