عنوان الكتاب: فائدة الفقر

عنها: ألا تَرحَمِين هذا الشَّيْخَ وتَنْخُلِين له هذا الشّعِيرَ؟ أما تَرَيْنَ ما يُعانِيه؟ فقالتْ: إنه عَهِدَ إلينا أنْ لا نَنْخُلَ له طَعاماً قَطُّ, فالتَفَتَ أَمِيرُ المؤمنين رضي الله تعالى عنه إليّ وقال: ما تَقولُ لها يا ابنَ غَفْلةَ؟ فأخبرتُه وقلتُ: ارْفُقْ بنَفْسِك, فقال: يا سُوَيدُ! ما شَبِعَ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم وأهلُه مِن خُبزِ بُرٍّ ثَلاثاً تِباعاً حتّى لَقِيَ اللهَ, ولا نُخِلَ له طَعامٌ قَطُّ, ولقَدْ جُعْتُ مرّةً بالمدينةِ جَوعاً شَدِيداً فخرَجْتُ أَطلُبُ العَمَلَ, فإذا بامْرأَةٍ قَدْ جمَعَتْ مَدَراً تُرِيدُ أنْ تَبُلّه, فقاطَعْتُها كُلُّ دَلْوٍ بتَمْرةٍ, فمدَدْتُ سِتّةَ عشَرَ دَلْواً حتى مَجِلَتْ يَداي, وأتَيْتُ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم فأَخبَرتُه فأَكَلَ منه[1], فرحمهم الله وغفر لنا بهم, آمين بجاهِ النبيِّ الأمينِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

سبيل تحصيل رقة القلب

إخوتي الأحباء! رُوحُنا فِداءٌ لبَساطةِ عَيْشِ الإمامِ سيِّدِنا عليٍّ كرَّم الله تعالى وجهَه الكريمَ، فإنه لَمْ يَكُنْ يَشكُوْ إلى أحَدٍ مع


 



[1] ذكره سبط ابن الجوزي في "تذكرة الخواص", صـ١١٢, ملخصا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31