أي: قالت اليهود: ½لن يدخل الجنة إلا من كان هودا¼ وقالت النصارى: ½لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى¼, فلُفَّ لعدم الالتباس للعلم بتضليل كلّ فريقٍ صاحبَه, ومنه الجمع وهو أن يُجمَع بين متعدِّد في حكم كقوله تعالى: ﴿ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾ [الكهف:٤٦], ونحو: إِنَّ الشَبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَة * مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيّ مَفْسَدَة, ومنه التفريق وهو إيقاعُ تبايُنٍ بين أمرَيْنِ من نوعٍ في المدح أو غيره كقوله: مَا نَوَالُ الْغَمَامِ وَقْتَ رَبِيْع * كَنَوَالِ الْأَمِيْرِ يَوْمَ سَخَاء * فَنَوَالُ الْأَمِيْرِ بَدْرَةُ عَيْن * وَنَوَالُ الْغَمَامِ قَطْرَةُ مَاء, ومنه التقسيم وهو ذكر متعدِّد ثمّ إضافة ما لكلّ إليه على التعيـين كقوله: وَلاَ يُقِيْمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ * إِلاَّ الْأَذَلاَّنِ عَيْرُ الْحَيْ وَالْوَتَدُ * هَذَا عَلَى الْخَسْفِ مَرْبُوْطٌ بِرُمَّتِهِ * وَذَا يُشَجُّ فَلاَ يَرْثِيْ لَهُ أَحَدُ,
(أي: قالت اليهود ½لن يدخل الجنة إلا من كان هودا¼ وقالت النصارى ½لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى¼ فلُفَّ) بين الفريقين أو القولين أي: ذُكِرا إجمالاً (لعدم الالتباس) أي: التباسِ أحدهما بالآخر (للعلم بتضليل كلّ فريقٍ صاحبَه) علّة لعدم اللبس (ومنه) أي: من المعنويّ (الجمع وهو أن يُجمَع بين متعدِّد) بعطف أو بغيره (في حكم) واحد (كقوله تعالى: ﴿ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾) فجُمِع المال والبنون في حكم وهو كونهما زينة الحياة الدنيا (ونحو) قول أبي إسحق إسمعيل بن القاسم (إِنَّ الشَبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَةَ *) أي: الاستغناء (مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيّ مَفْسَدَةٍ) أي: مفسدة عظيمة, فجمع الشباب والفراغ والجِدة في حكم وهو كونها مفسدة للمرء (ومنه) أي: من المعنويّ (التفريق وهو إيقاعُ تبايُنٍ) أي: افتراقٍ (بين أمرَيْنِ) كائنين (من نوعٍ في المدح أو غيره) أي: غير المدح كالرثاء والهجو, والظرف متعلِّق بالإيقاع (كقوله) أي: قول الوَطواط (مَا نَوَالُ الْغَمَامِ وَقْتَ رَبِيْع * كَنَوَالِ الْأَمِيْرِ يَوْمَ سَخَاء * فَنَوَالُ الْأَمِيْرِ بَدْرَةُ عَيْن *) هي عشرة آلاف درهم (وَنَوَالُ الْغَمَامِ قَطْرَةُ مَاء) فأوقع التباين بين النوالين من نوع وهو مطلق نوال (ومنه) أي: من المعنويّ (التقسيم وهو ذكر متعدِّد ثمّ إضافة ما لكلّ) من المتعدِّد (إليه) أي: إلى كلّ (على التعيـين كقوله) أي: قول الجرير بن عبد المسيح (وَلاَ يُقِيْمُ) أحدٌ (عَلَى ضَيْمٍ) أي: مع ظلم (يُرَادُ بِهِ * إِلاَّ الْأَذَلاَّنِ عَيْرُ الْحَيْ) أي: الحمار الأهليّ (وَالْوَتَدُ * هَذَا) أي: عير الحي (عَلَى الْخَسْفِ) أي: مع الذلّ, وهو حال من قوله (مَرْبُوْطٌ بِرُمَّتِهِ *) أي: بقطعة حبل (وَذَا) أي: الوتد (يُشَجُّ) أي: يدقّ (فَلاَ يَرْثِيْ لَهُ) أي: فلا يرحم لأحد منهما (أَحَدُ) فذَكَر العيرَ والوتدَ ثمّ أضاف إلى الأوّل الربطَ على الخسف وإلى الثاني الشجَّ على التعيين