عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

ومنه الجمع مع التفريق وهو أن يُدخَل شيئان في معنى ويُفرَق بين جهتي الإدخال كقوله: فَوَجْهُكَ كَالنَارِ فِيْ ضَوْءِهَا * وَقَلْبِيْ كَالنَارِ فِيْ حَرِّهَا, ومنه الجمع مع التقسيم وهو جمع متعدِّد تحت حكم ثم تقسيمه أو العكس, فالأوّل كقوله: حَتَّى أَقَامَ عَلَى أَرْبَاضِ خَرْشَنَةَ * تَشْقَى بِهِ الرُوْمُ وَالصُلْبَانُ وَالْبِيَعُ * لِلسَبْيِ مَا نَكَحُوْا وَالْقَتْلِ مَا وَلَدُوْا * وَالنَهْبِ مَا جَمَعُوْا وَالنَارِ مَا زَرَعُوْا, والثاني كقوله: قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوْا ضَرُّوْا عَدُوَّهُمْ * أَوْ حَاوَلُوْا النَفْعَ فِيْ أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوْا * سَجِيَّةٌ تَلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ * إِنَّ الْخَلاَئِقَ فَاعْلَمْ شَرُّهَا الْبِدَعُ,................

(ومنه) أي: من المعنويّ (الجمع مع التفريق وهو أن يُدخَل شيئان في معنى) أي: في حكمٍ بأن يحكم عليهما بحكم واحد (ويُفرَق بين جهتي الإدخال كقوله) أي: قول الوَطواط (فَوَجْهُكَ كَالنَارِ فِيْ ضَوْءِهَا * وَقَلْبِيْ كَالنَارِ فِيْ حَرِّهَا) أدخل قلبَه ووجهَ الحبيب في معنًى بأن حَكَم عليهما بكونهما كالنار وهذا هو الجمع ثمّ فرّق بينهما بأن الوجه كالنار في اللمعان والقلب كالنار في الحرارة (ومنه) أي: من المعنويّ (الجمع مع التقسيم وهو جمع متعدِّد تحت حكم ثم تقسيمه أو العكس) أي: تقسيم متعدِّد ثمّ جمعه تحت حكم (فالأوّل) أي: الجمع ثمّ التقسيم (كقوله) أي: قول المتنبّي في مدح سيف الدولة حين غزا "خَرْشَنَة" بلدة من بلاد الروم (حَتَّى أَقَامَ) أي: سيف الدولة وتسلّط (عَلَى أَرْبَاضِ خَرْشَنَةَ *) الأرباض جمع ربض وهو ما حول المدينة (تَشْقَى بِهِ) أي: بالممدوح (الرُوْمُ وَالصُلْبَانُ) جمع صليب النصارى (وَالْبِيَعُ *) جمع بِيْعة وهي متعبّد النصارى (لِلسَبْيِ مَا نَكَحُوْا) من النساء (وَ) لـ(الْقَتْلِ مَا وَلَدُوْا *) من الأولاد (وَ) لـ(النَهْبِ مَا جَمَعُوْا) من الأموال (وَ) لـ(النَارِ مَا زَرَعُوْا) من المزروعات, جمع الصُلْبان والبِيَع والرومَ الشاملَ للنساء والأولاد والمال والزرع تحت حكم الشقاء ثمّ قسّم ذلك الحكم إلى سبي وقتل ونهب وإحراق, وأمّا الصُلْبان والبِيَع فلم يتعرّض لهما في التقسيم وإن كانا من المتعدِّد المجموع تحت حكم الشقاء (والثاني) أي: التقسيم ثم الجمع (كقوله) أي: قول حسّان بن ثابت رضي الله تعالى عنه في مدح الصحابة رضي الله تعالى عنهم (قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوْا ضَرُّوْا عَدُوَّهُمْ * أَوْ حَاوَلُوْا) عطف على ½حاربوا¼ (النَفْعَ فِيْ أَشْيَاعِهِمْ) أي: أتباعهم (نَفَعُوْا * سَجِيَّةٌ) أي: طبيعة, وهذا خبر مقدّم (تَلْكَ) الخصلة وهي ضرّ الأعداء ونفع الأشياع, وهذا مبتدأ مؤخّر (مِنْهُمْ) صفة لـ½سجيّة¼ أي: كائنة منهم (غَيْرُ مُحْدَثَةٍ *) فهي طبيعة موروثة, وهذه صفة ثانية (إِنَّ الْخَلاَئِقَ) جمع خليقة وهي الخلق والطبيعة (فَاعْلَمْ) ذلك أيها السائل (شَرُّهَا الْبِدَعُ) أي: المحدثات, الجملة خبر ½إنّ¼, وجملة ½فَاعْلَمْ¼ اعتراضية, وجملة ½إنّ الخلائق شرّها البدع¼ مستأنفة جوابُ سؤالٍ وهو أن يقال لم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229